توقع محللون سياسيون أن يكون عام 2017 هو عام انفراج الأزمة اليمنية وعودة الشرعية لها، مؤكدين أن السعودية اتخذت قراراً تاريخياً بالبدء بعاصفة الحزم، وبمشاركة دول التحالف، وجميعها من الدول العربية، بهدف إعادة الشرعية، وعودة هذا الجزء الغالي من العالم العربي إلى أصوله، مبينين أن ما فعله التحالف العربي من إنقاذ اليمن وإعادة السلطة الشرعية له سيسجله التاريخ في أنقى صفحاته.وأشاروا إلى أن قرار بدء «عاصفة الحزم» لم يكن قراراً اعتيادياً، لا سيما وأن الهدف الرئيس هو إنقاذ الشرعية، بعد أن اعتدت عليها ميليشيا الحوثي، وبمساعدة من الرئيس المخلوع علي صالح. إذ يرى المحلل والكاتب السياسي الدكتور علي الخشيبان أن قرار عاصفة الحزم تاريخي، واتخذته السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال ل«الحياة»: «في الواقع لم يكن قرار عاصفة الحزم قراراً عادياً، إذ شاركت فيه دول عربية من تحالف جمعها». وأضاف: «كان الهدف الرئيس هو إنقاذ الشرعية، وكان الموقف السعودي تعبيراً أصيلاً لمعاني الأُخوة والوقوف مع الأصدقاء والإخوة في اليمن». واستطرد: «منذ اللحظة الأولى التي استنجد اليمن بالجار الكبير السعودية، استجاب خادم الحرمين الشريفين عبر التحالف، بهدف إنقاذه من تدخلات ومخططات حاولت إيران من خلالها الدخول إلى اليمن، ولكن القرار أوقفها، فهو الجار القريب من كل دول الخليج العربي، وهو جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة، لذلك ما فعله التحالف سيسجل في التاريخ». وزاد: «لعل العام 2017 يشكل عام الانفراج للأزمة اليمنية، وعودة هذا الجزء الغالي من العالم العربي». في المقابل قال المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري ل«الحياة»: «عاصفة الحزم كانت خطوة مهمة لوضع حد للتمدد الإيراني في العالم العربي، وكانت خطوة مهمة لم تكن يتوقعها أكثر المتفائلين في هذه المنطقة، نتيجة التجهور الذي عانت منه الدول العربية نتيجة ما يسمى بربيعها، إذ لم يكن إلا تجسيداً لسياسات الإدارة الأميركية السابقة برئاسة أوباما، والتي استخدمت إيران لتحقيق هذه السياسات». وأضاف: «من هنا كان الرد القاسي بضرب الحوثيين وعملاء إيران والمتعاون معهم الرئيس المخلوع علي صالح، الذي تعرض لصدمة قوية لم يكن يتوقعها نتيجة الموقف الذي اتخذته المملكة بتشكيل تحالف عربي لدعم الشرعية، يستند إلى دعم دولة متمثل في قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، التي طلبت دعم المملكة وأشقائها العرب في مواجهة الانقلاب الحوثي». من جانبه، قال المحلل السياسي والمستشار الإعلامي الدكتور سعود المصيبيح ل«الحياة»: «هذه ذكرى عظيمة في نفوس العرب والمسلمين، إذ شعروا بالعزة والكرامة والشموخ لخطوة ملك العزم والحزم والحسم، وكونها جاءت لدعم الشرعية ومنع التغلغل الفارسي وعصابة الملالي في الجزيرة العربية، وهو ما يخططون له من زمن لتصدير الثورة وخلق الفتن والقلاقل، كما فعلوا في العراق وسورية ولبنان». وأضاف: «جاءت الوقفة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين حازمة وعظيمة في هذا الأمر. والأروع حجم المشاركة العظيمة من الدول الخليجية والعربية والإسلامية للوقوف خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسعودية وقائدها العظيم». وزاد: «نحن متفائلون بالنصر - بإذن الله - وعودة الشرعية لليمن، وردع الخونة الحوثيين الانقلابيين عن أفعالهم وخططهم الغادرة. ونرفع كل عبارات الشكر والإعجاب والتقدير والثناء لأبطالنا في الحد الجنوبي، الذين سطروا ملاحم الإقدام والتضحية والفداء لدين الله وحماية وطن المقدسات ضد الانقلابيين وجيش المخلوع صالح، ومحاولاتهم للاعتداء على حدود وطننا العظيم».