استخدم مرشح اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون أمس، آخر الأوراق المتوافرة لديه لإنقاذ ترشيحه الذي يلقى معارضة غالبية أعضاء حزبه «الجمهوريين» و71 في المئة من الرأي العام، بعد استدعاء القضاء له ولزوجته بينيلوب من أجل توجيه اتهامات إليه في قضية وظائف وهمية شغلتها زوجته وولداه، ومنحتهم أموالاً ضخمة. وجمعت تظاهرة تأييد آلافاً من مؤيديه في ساحة تروكاديرو بباريس، في اختبار قوى بينه وبين مسؤولي حزبه الذين يطالبونه بسحب ترشيحه بعد انهيار فرص بقائه في الدورة الثانية الحاسمة للانتخابات. وفي خطاب استغرق نصف ساعة، تمسك فيون بترشحه الذي استحقه بعد تصويت كاسح لناخبي حزبه اليميني في الانتخابات التمهيدية، داعياً أعضاء حزبه إلى الالتفاف حوله «للنهوض بفرنسا وتحويلها إلى بلد رائد في أوروبا». وزاد: «فحصت ضميري بعمق، وأقول لأعضاء أسرتي الجمهوريين افحصوا ضمائركم»، معتبراً أن منتقديه اليوم «سيخجلون من أنفسهم حين تبرئني العدالة» التي تجنب مهاجمتها. وأكد ضرورة «عدم السماح بتقدم التطورات الحالية على الضرورات الوطنية التي يتضمنها برنامجي الكفيل وحده بالنهوض بفرنسا بعد التردي والتراجع اللذين شهدتهما بسبب الأداء السيئ للعهد الاشتراكي الحالي». وفي ختام الخطاب ظهرت بينيلوب فيون على المنصة إلى جانب زوجها، علماً أنها تتجنب عادة المناسبات العلنية والأضواء. وجاء ذلك بعد ساعات على خروجها عن الصمت الذي لزمته منذ بداية القضية، إذ أكدت في حديث إلى صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، أنها تدعم زوجها وتؤيد مواصلة ترشحه حتى النهاية. وفيما ردد الحشد هتافات «فيون رئيس»، رافعين فقط أعلاماً فرنسية، بعدما منعت السلطات رفع لافتات أو شعارات مسيئة للقضاء أو الإعلام، كثف مسؤولو حزب «الجمهوريين» اتصالاتهم في الكواليس، وقرروا دعوة اللجنة السياسية للحزب إلى عقد اجتماع اليوم من أجل إيجاد مخرج لأزمة ترشح فيون، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وكشف عضو الحزب كريستيان أستروسي، وهو حليف مقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، أنه سيقترح مع سياسيين محافظين بارزين ترشيح آلان جوبيه بدلاً من فيون، وقال: «واضح أن الأمر الأسهل هو ترشيح الشخص الذي حل ثانياً في الانتخابات التمهيدية، وهو ببساطة جوبيه». لكن هذا الاحتمال لا يحظى بإجماع أعضاء اللجنة السياسية، لأن جوبيه عرض برنامجاً عارضته بقوة غالبية ناخبي الحزب في الانتخابات التمهيدية، ما يهدد بعدم تأييد كثيرين له وتصويتهم لمصلحة مارين لوبن، زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف. كما أن اللجنة السياسية لا تملك أي شرعية فعلياً في هيكلية الحزب لحساب المكتب السياسي الذي لا ينعقد إلا بطلب من رئيس الحزب وهو فيون نفسه.