شنت المقاتلات الأميركية أمس موجة جديدة من الغارات ضد مواقع يسيطر عليها تنظيم «القاعدة» في اليمن، في تأكيد جديد على وضع هذا التنظيم بين الأهداف الرئيسية لإدارة دونالد ترامب. وأدت الغارات الأخيرة إلى مقتل ثمانية من عناصر «القاعدة»، وفق ما أعلن مسؤولون يمنيون. واستهدفت غارات أمس منازل يقيم فيها زعماء التنظيم، ولم تشر المعلومات إلى إصابة أي منهم. وبعدما نفذت الطائرات الأميركية أول من أمس (الخميس) أكثر من 20 غارة، ذكر سكان أن 15 غارة جديدة وقعت أمس واستهدفت ثلاثة منازل في قرية وادي يبشم بالقرب من مديرية الصعيد في محافظة شبوة. ويقيم سعد عاطف الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في وادي يبشم، وليس معروفاً ما إذا كان أصيب في الغارات الأخيرة. وقال السكان إن بين المصابين عدداً من المدنيين. ورد عناصر «القاعدة» بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، وفق مسؤولين أمنيين أشاروا إلى مشاركة مروحيات أميركية في الغارات. وتحدث أحد سكان مديرية الصعيد عن «ليلة رهيبة». وبعد حوالى ثلاث ساعات، أفاد سكان في منطقة جبل موجان في محافظة أبين المجاورة بوقوع ضربات جوية. وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن سكان أن اشتباكات برية وقعت بين جنود أميركيين وعناصر تنظيم «القاعدة»، أبلغ مسؤولون أميركيون أن أحدث العمليات لم تتضمن قتالاً برياً. ورفض هؤلاء المسؤولون تأكيد معلومات نشرها تنظيم «القاعدة» بأن سفناً حربية وفرق كوماندوس شاركت في ضربات أول من أمس (الخميس). وعلق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس، بأن «القاعدة يستفيد من المناطق الخارجة عن نطاق السلطة في اليمن من أجل إعداد أو توجيه هجمات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها». وشدد على أن «القوات الأميركية ستواصل العمل مع الحكومة اليمنية من أجل التغلب على القاعدة». وفي محافظة البيضاء نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن صادق الجوف أحد زعماء القبائل، أن حي يكلا تعرض لغارات. وكان هذا الحي مسرحاً لعملية إنزال أميركية في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأكد الجوف أن عبدالإله الذهب أحد زعماء القبائل في المنطقة نجا من الغارات الأخيرة. وكان أشقاؤه الذين تتهمهم الولاياتالمتحدة بصلات ب «القاعدة» قضوا في العملية السابقة التي نفذتها قوات أميركية خاصة وأسفرت عن مقتل 14 من مسلحي التنظيم وجندي أميركي من القوات الخاصة التابعة للبحرية بالإضافة إلى مدنيين. في وقت لاحق، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة «فرانس برس»، توجيه «نحو عشر» ضربات في اليمن أمس. وقال إن الضربات أصابت مواقع على غرار تلك التي استهدفت مخابئ للأسلحة والمقاتلين والمعدات العسكرية الخميس. وأكد المسؤول في «البنتاغون» أن أهداف أمس تم تحديدها قبل غارة 29 كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن جمع بعض المعلومات الاستخبارية أكد ما كان معروفاً بالفعل عن الأهداف الأخيرة. إلى ذلك، وصل نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب إلى العاصمة الرياض على رأس وفد أمني يضم مديري الأمن بمحافظات عدن ولحج وأبين وقيادات الأجهزة الأمنية المعنية وقيادات قوات الحزام الأمني، وذلك في إطار التشاور وتبادل الخبرات الأمنية والعملياتية والعسكرية، وتنسيق العمل المشترك الرامي إلى استتباب الأمن. وتأتي الدعوة من أعضاء دول التحالف العربي للأجهزة الأمنية اليمنية في المناطق المحررة لتعزيز الكفاءة وتجسيد مستوى التكامل والتعاون. وعبّر أعضاء الفريق الأمني بعد وصولهم إلى الرياض عن «سرورهم بهذه المشاركة والتنسيق والتعاون مع الأشقاء للتزود بالخبرات العلمية والعملية المطلوبة، مثمّنين هذه الخطوة الأخوية ومؤكدين في الوقت ذاته وحدة الرؤية والغاية والهدف». من جهة أخرى، قال مصدر حكومي إن ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح قامت بتحصيل ما لا يقل عن 581 بليون ريال يمني، إضافة إلى أكثر من 400 بليون هي إيرادات ضرائب النفط فقط خلال 2016 (أي ما مجموعه نحو 4 بلايين دولار) من دون أن تنفق ريالاً واحداً على الخدمات والرعاية الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، «وهو ما يؤكد أنها حكومة انقلابية وحكومة عصابة انقلبت على الشرعية والوطن والمواطنين، ولم يتم تشكيلها إلا بهدف نهب المواطن اليمني».