على رغم إعلان مسؤولين في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، أن هدف اقتحام «البيشمركة» التابعة له شركة «نفط الشمال» في كركوك ووقف ضخ النفط لساعات أمس، هو توجيه «رسالة إلى بغداد»، فإن الرسالة الأكثر وضوحاً تتعلق بالصراع الكردي– الكردي، فقد سبق ل «بيشمركة» تابعة لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أن اقتحمت مقر الشركة وسيطرت عليها عام 2014، وهي تفرض سيطرتها على الإنتاج منذ ذلك الحين. من جهة أخرى، أعلنت القوات العراقية أن تقدمها مستمر في محاور مختلفة من الموصل، وواصلت استعادة أحياء جنوبالمدينة، مقتربة من الأجزاء الشمالية والغربية. وأكدت انهيار معنويات «داعش» بعد قتل عدد كبير من قادته (راجع ص2). وأكدت مصادر حكومية في كركوك ل «الحياة»، أن «المئات من عناصر البيشمركة التابعة لحزب طالباني اقتحموا مقر شركة نفط الشمال في منطقة باباكركر ومحطة الضخ الرئيسة، وأوقفوا التصدير ثلاث ساعات ثم أعادوه بعد مفاوضات بين السليمانية (معقل طالباني) وحكومة الإقليم برئاسة بارزاني في أربيل، إضافة إلى الحكومة الاتحادية». وأوضح المصدر أن «هذه المواقع اقتحمتها قوات بارزاني صيف عام 2014 بعد اجتياح داعش الموصل ومناطق أخرى تابعة لكركوك، وما زالت تحت حمايتها حتى الآن». وقال القيادي في «الاتحاد الوطني» أسو مامند، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن الهجوم على «شركة نفط الشمال رسالة إلى وزارة النفط والحكومة الاتحادية لوقف الغبن اللاحق بكركوك، والموافقة على إنشاء مصفاة فيها أسوة بالمحافظات الأخرى»، وأضاف أن الحزب «يمهل بغداد أسبوعاً لتنفيذ ما اتفق عليه مع وزارة النفط الاتحادية». ومع أن قياديين في حزب بارزاني أكدوا أن الخطوة «تتعلق بالخلاف بين بغداد وإقليم كردستان على النفط»، فإن القضية الأساسية، على ما قال النائب التركماني أرشد الصالحي، تتعلق بالصراع بين الأكراد أنفسهم. وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «يجب إبعاد كركوك من هذا الصراع، فالنفط جزء من المنظومة الاقتصادية العراقية». تدعم هذا الموقف تصريحات وزارة النفط الاتحادية التي أعلن الناطق باسمها عاصم جهاد أن ليست لديها معلومات عن دخول قوة عسكرية مقر شركة نفط الشمال. ومنذ سيطرة قوات بارزاني على الشركة عام 2014، تحكمت حكومة كردستان بتصدير النفط، وأبرمت مع الحكومة المركزية اتفاقاً يشمل إنتاج الإقليم وكركوك، لكن أحزاب السليمانية (مثل الاتحاد الوطني والتغيير) تتهم أربيل بالاستيلاء على أموال النفط، ما يفسر هجوم حزب طالباني باعتباره ورقة ضغط على بارزاني. وتشير معلومات حصلت عليها «الحياة»، إلى وجود مشروع غير مكتمل لإنشاء خط أنابيب جديد يربط كركوك بإيران، تدعمه السليمانية بديلاً لخط جيهان التركي. وفي الموصل، قال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في بيان، إن «خطة الجانب الأيمن متجددة ومحكمة، وقواتنا مستمرة في التقدم بعدما سيطرت على مناطق مهمة وحيوية وسط المدينة». وتابع أن «هناك بعض المناطق والأزقة الضيقة ستطارد قواتُ الرد السريع والنخبة عناصرَ داعش فيها من حي إلى آخر، خصوصاً منطقة السرجخانة، حيث توجد المباني الحكومية ومجلس محافظة نينوى، وستكون منطلقاً لما تبقى من الأهداف». وصدت القوات العراقية أمس هجوماً شنه مسلحو «داعش» على غرب الموصل، واستعادت السيطرة على أحد أحياء المدينة وقتلت 50 مسلحاً، فيما قتلت قوات «الحشد الشعبي» 24 عنصراً من التنظيم معظمهم أجانب.