واشنطن - «نشرة واشنطن» - بدأت شركات عالمية في الولاياتالمتحدة نهجاً جديداً يقوم على الاهتمام بالشأن البيئي، بخاصة انبعاث ثاني اوكسيد الكربون، عبر الاشتراك مع «صندوق حماية البيئة» ومجموعات مدافعة عنها، من أجل تحقيق أهداف مشتركة اهمها استقطاب زبائن من محبي البيئة، وكسب اصدقاء جدد للبيئة وعدوا بالتخلص من مواد تساهم في انبعاث الغازات. وقالت نائبة رئيس صندوق البيئة للتعاون مع شركات الأعمال، غوين روتا، في تصريح إلى موقع «أميركا دوت غوف»: «تؤدي الشركات الكبرى دوراً حيوياً في شكل روتيني متزايد، كما تُظهر أن ما هو جيد لكوكبنا جيد أيضاً للأعمال». فشركة محلات «وولمارت» أعلنت في شباط (فبراير)، أنها بحلول عام 2015 ستزيل 20 مليون طن متري من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الدورة الحياتية لمنتجاتها التي تبيعها في متاجرها. وكانت «وولمارت» التي تملك أكثر من 8 آلاف متجر تبيع بأسعار مخفضة، ويعمل لديها مليون موظف في 15 بلداً، تعمل منذ فترة طويلة مع «صندوق الدفاع البيئي» لتطوير استراتيجية لخفض الانبعاثات من سلسلة الإمدادات العالمية الواسعة لديها. وتشمل هذه الاستراتيجية وضع أهداف لكفاءة الطاقة وغير ذلك ل 30 ألف مصنع في الصين تنتج سلعاً ل «وولمارت»، التي تعمل أيضاً مع مؤسسة مدعومة من الجامعات تسمى «كونسورتيوم الاستدامة»، لإعداد مؤشر سيسمح في أحد الأيام للمتسوقين برؤية التأثير البيئي للمنتجات المباعة في متاجرها. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة المسؤول التنفيذي الرئيس فيها مايك دوك: «خفض الكربون في الدورة الحياتية لمنتجاتنا سيعني في أحيان كثيرة خفض استعمال الطاقة، اي تحقيق كفاءة أكبر - ومع ارتفاع أسعار الطاقة - خفض التكاليف، ما يجعل شركتنا أقوى وأكثر قدرة على المنافسة». وأضافت روتا: «عندما تتخذ شركة كبرى مثل «وولمارت» خطوات لمعالجة الانبعاثات، فإن كل العالم يستمع إليها، لأنها تملك ثقلاً جاذباً خاصاً عندما يتعلق الأمر بالقدرة البيئية». وزادت: «مع قاعدة زبائن مؤلفة من 200 مليون أسبوعياً وأكثر من 100 ألف مورّد وقوة هائلة في الأسواق، تستطيع «وولمارت» في الوقت ذاته أن توفر وتكافئ أسواقاً جديدة للطاقة المتجددة، والمواد المعاد تدويرها أو القابلة لإعادة التدوير، ومواد إعداد التصميمات الجديدة للمنتجات». وفي اواخر العام الماضي، أعلنت شركة «كوكا كولا» أكبر منتج في العالم للمشروبات الغازية، أنها ستزيل ال «هيدروفلورو كربون» من 10 ملايين آلة بيع تابعة لها، ومن وحدات التبريد عبر العالم بحلول عام 2015. ومواد ال «هيدروفلورو كربون» تنتج نسبة 2 في المئة فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن تأثيرها في تغير المناخ - لكل باوند من الانبعاثات - يزيد بمقدار 1400 ضعف عن تأثير ثاني أوكسيد الكربون. لكن مع استعمال ال «هيدروفلورو كربون» الذي يزداد عالمياً، يطلق خبراء المناخ إنذارات متزايدة حول استعمال مثل هذه المواد الكيماوية. واستناداً إلى رئيس مجلس إدارة الشركة مختار كنت، فإن «تعهد كوكا كولا إزالة هذه المادة، سيخفض بحلول عام 2025 انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للشركة بمقدار 52.5 مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون المكافئ، ويقتصد نسبة 15 في المئة من تكاليف الطاقة لديها. وهذا يوازي إخراج 11 مليون سيارة من الطرق لمدة سنة واحدة». وأكد كنت في مؤتمر صحافي عقده مع ممثلين من مؤسسة «غرين بيس»، الجماعة البيئية التي عملت مع «كوكا كولا» في تصميم خطة الهيدروفلورو كربون» أن هذا هو الاستثمار الطويل الأجل الصحيح لأعمالنا حتى في هذه الأوقات التي تُشكِّل تحديات». أهداف طوعية للكربون وأفاد موقع «غرينبز» بأن «بعدما أصبحت شركة «غوغل» العملاقة لمحركات البحث تصدر نسبة محايدة من الكربون في عام 2007، تبعها عدد غفير من الشركات الكبرى مثل ديل ونايك وتيمبرلاند، التي وضعت أهدافاً طوعية لتكون محايدة في إصدار الكربون». وأشار الموقع إلى أن «الشركات التي تضع مثل هذه الأهداف، على رغم أنها لا تزال أقلية بين الشركات الكبرى الأميركية، تحاول أن تسبق بخطوة توقيع معاهدة دولية للمناخ وإصدار تشريعات فيديرالية قد تنظم انبعاثات شركات الأعمال». وأشارت رئيسة صندوق الدفاع البيئي ريوتو الى إن «قادة شركات الأعمال أدركوا ذلك».