أكد مثقفون وشعراء ضرورة احتضان النادي الأدبي بمنطقة الأحساء جميع المواهب والأنشطة الثقافية، مشددين على أهمية تدريب الشباب على التواصل مع الشأن الثقافي وتنمية مواهبهم لتكون الثقافة ركناً أساساً في اهتمامات الأجيال المقبلة. وقال الدكتور يوسف الجبر: «نادي الأحساء الأدبي أصبح أول نادٍ في المملكة يتمكن من إنشاء مبنى مملوك له بحسب المواصفات التي تناسب لأهدافه الثقافية، ولازم التوفيق جهود التخطيط الإنشائي، فكان المخرج محلاً رحباً لاحتضان المواهب والأفكار»، مضيفاً: أن «الإنسان يحب في أي مكان يقصده السعة وجمال التصميم وتنوع الخدمات، وهو ما تحقق في هذه المنشأة الأدبية، إذ أصبحت مقر تجمع للمثقفين وذوي الاهتمام الأدبي، فوجدوا فيه بيتهم الكبير». ولفت الجبر إلى أن إدارة المال العام «لها قواعدها النظامية التي يجب اتباعها»، مشيراً إلى أنه «من الحكمة عدم استنزاف هذه الوفرة المالية في مناشط مكلفة، والحرص على توفير أصل له ريع يحافظ على السيولة الدائمة، والاهتمام بجذب الرعايات للتجليات الثقافية المختلفة، وعقد الشراكات الثقافية التي تدعم تنفيذ البرامج، ووضع سلم أولويات للصرف، ويكون في مقدمه تدريب الشباب على الشأن الثقافي وتنمية مواهبهم لتكون الثقافة ركناً أساساً في الأجيال المقبلة». في حين اعتبر الدكتور نبيل المحيش أن النادي بمبناه الجديد أصبح «واجهة ثقافية تليق بمكانة الأحساء الأدبية والفكرية»، وقال المحيش: «حتى يمكن تفعيل النادي والاستفادة من إمكاناته وقاعاته المختلفة ينبغي أن يتحول مقر النادي إلى حاضنة لكل النشاطات الثقافية في المجتمع، سواء منها الرجالية أم النسائية، كمعارض الفن التشكيلي ومعارض الكتاب والدورات المختلفة، وألا يقتصر دوره فقط على استضافته للمحاضرات». أما الشاعر يحيى عبداللطيف فقال: «من الرائع إنجاز مبنى للنادي الأدبي في الأحساء الذي كنت مشاركاً في أول أمسية شعرية في المسرح الكبير للنادي الذي يعد مسرحاً هائلاً في تجهيزاته واستيعابه... وإن كان لا بد من كلمة شكر فهي لدعم حكومتنا الرشيدة، ولا ننسى أسرة الجبر على عطائها في إنشاء مسرح النادي، كما أن لمجلس إدارة النادي دوره الذي لا ينسى بقيادة الدكتور ظافر الشهري». وأوضحت الشاعرة حوراء الهميلي أن المبنى «واجهة إعلامية فخمة تليق بالمثقفين وكل من يهتم بالأدب. القاعة المخصصة للأماسي والندوات كبيرة وجماهيرية تسع الكثير من الحضور»، داعية إلى استقطاب الناشئة «بورشات العمل والجلسات المخصصة لهم والإعلان المكثف عنها لتصل لأكبر عدد ممكن... فالكثير يتساءل عن فعاليات النادي ولا تصل إليه أي إعلانات. وإذا لم يتم تبني هذه الفئة بالذات فستؤول للشتات ونفقد تجارب كان بالإمكان تطويرها وتسليط الضوء عليها». واقترحت الهميلي تبني الإصدارات الأحسائية بمختلف توجهاتها، «إضافة إلى تكثيف المسابقات الأدبية، سواء النثرية أم الشعرية للأعمار المختلفة، واستقطاب الفئة الكاتبة، وبالتالي تكريمهم، وهذا يسهم في تشجيع الكتاب وتنمية قدراتهم»، مؤكدة أهمية «تكثيف الأماسي التي تسلط الضوء على التجارب الأدبية الأحسائية في حضور الفئة الناشئة وتبادل الخبرات التي تساعد على التحفيز والاستمرار». يذكر أن أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف كان افتتح مبنى نادي الأحساء الأدبي (الخميس) 28 ربيع الآخر، بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد، وعدد من المسؤولين ومثقفي المنطقة الشرقية. أما مبنى النادي فأقيم على أرض مساحتها 16 ألف مترمربع ومساحة البناء أكثر من 6 آلاف مترمربع، ويشمل المشروع مسرحاً يتسع لأكثر من 700 شخص خُصِّص الدور العلوي منه للسيدات وصالة استقبال واسعة وديوانية مثقفين تتسع لأكثر من 100 شخص ربطت بالصوت والصورة مع قاعة مماثلة للسيدات، وهناك قاعة كبار الشخصيات ورواق كبير للثقافة وقاعات متعددة الأغراض ومقهى ثقافي، ومكتبة كبيرة وصالة قراءة وعدد كبير من المكاتب الإدارية والمستودعات وساحات واسعة لمواقف السيارات وسكن للحارس وأسرته، وتحيط بالمبنى شوارع من جهاته الأربع.