استبقت قوات الأمن في الأنبار تصويت عناصر الجيش والشرطة في المحافظة بعمليات قصف أحياء يتحصن فيها المسلحون، إضافة إلى إعلان حظر تجول السيارات والدراجات النارية حتى إشعار آخر، لكن ذلك لم يمنع من تعرض أحد مراكز الاقتراع لهجوم مسلح. وعلمت «الحياة» أن العضو البارز في «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» عبد الله الجنابي، ألقى خطبة في أحد الجوامع، ودعا إلى عدم المشاركة في الانتخابات «لأنها من دون جدوى»، فيما أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد المعركة مع «داعش». وقال مصدر أمني رفيع المستوى في الأنبار ل «الحياة»، إن «قوات الأمن شنت عمليات استباقية فجر اليوم (امس) شملت المناطق التي يتحصن فيها المسلحون». وأوضح أن «مناطق الحوز وشارع المستودع وحي البكر والضباط جنوب مدينة الرمادي، شهدت علميات قصف لأوكار إرهابيي داعش في المدينة»، وأشار إلى أن العملية أسفرت عن قتل وإصابة عدد من المسلحين. وأضاف أن قيادة العمليات العسكرية في الأنبار قررت فرض حظر تجول السيارات والدراجات النارية والهوائية في عموم مدن المحافظة اعتباراً من صباح أمس وحتى إشعار آخر، وأوضح أن «هذه الإجراءات تأتي تحسباً لشن عمليات انتحارية تستهدف الناخبين من عناصر الجيش والشرطة». وشهدت الأنبار أمس سقوط قذيفتي هاون على مركز انتخابي في منطقة الحبانية بالتزامن مع بدء عملية الاقتراع الخاص. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان اعتقال 10 عناصر من تنظيم «داعش» وضبط مخبأ للعتاد. وأوضحت أن «قوة تابعة لفرقة المشاة السابعة نفذت صباح اليوم (أمس) عملية دهم وتفتيش في قضاء حديثة غرب الأنبار اعتقلت خلالها 10 مسلحين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي كانوا يخططون لتنفيذ هجمات أثناء الانتخابات». وأضاف أن «القوة ضبطت مخزناً للعتاد يحتوي على صواريخ كاتيوشا وعبوات ناسفة ولاصقة مهيأة لاستخدامها أثناء الانتخابات، واقتادت المعتقلين إلى مركز أمني للتحقيق معهم». إلى ذلك، قال موظف في مكتب مفوضية الانتخابات في الأنبار ل «الحياة» أمس، إن «عملية تصويت العسكريين جرت بانسيابية كبيرة من دون مشكلات». وبسبب العمليات العسكرية الدائرة في الأنبار تم تقليص وإلغاء عشرات المراكز، ما سبب ازدحاماً». وأشار إلى أن «الأنبار تشهد أكبر تجمع للقوات الأمنية قياساً بباقي المحافظات، وفيها أكثر من 90 ألف عنصر يحق لهم التصويت». من جهة أخرى، علمت «الحياة» أن القيادي في «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» عبد الله الجنابي، ألقى خطبة في أحد جوامع المدينة قبل يومين، ودعا إلى عدم المشاركة في الانتخابات. وقال المصدر إن الجنابي شن هجوماً لاذعاً على عناصر «الصحوات» وأطلق عليهم وصف «صفحة الغدر والخيانة»، كما انتقد المرشحين، وتساءل: «ماذا كسب من فاز من أبناء جلدتنا، فلان محكوم بالإعدام والآخر مجتث والآخر مطلوب القبض عليه». وأضاف المصدر إن «الجنابي رفع مسدس كان يحمله أثناء خطبته وقال: لن تعود كرامتنا وعزتنا إلا بالسلاح، ولكن يجب استخدام السلاح لأخذ الحقوق وليس التكبر». وأفاد مصدر عشائري من داخل الفلوجة «الحياة»، بأن «المدينة شهدت تضييقاً كبيراً خلال الأسبوعين الماضيين من قبل المسلحين الذين بدأوا يسيّرون دوريات في المناطق والأزقة لمعرفة هوية سكان المنطقة وأعمالهم». وأشار إلى أن «المسلحين استولوا على عدد من المنازل التابعة لعناصر في الجيش والشرطة ومسؤولين في الحكومة ونواب وأعضاء مجلس المحافظة واستخدموها أماكن ضيافة وراحه لهم».