أعلن النظام السوري تحقيق قواته تقدماً في ريف اللاذقية في شمال غربي سورية وسيطرتها على مبنى في حمص في وسطها، في وقت أفيد بأن المعارضة حققت تقدماً جديداً في حلب شمالاً، حيث أعيد التيار الكهربائي بموجب اتفاق بين النظام و «جبهة النصرة». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن وحدات الجيش النظامي وب «التعاون مع (قوات) الدفاع الوطني أحكمت سيطرتها على الموقع 724 شمال النقطة 45 في ريف اللاذقية الشمالي». وأضافت أن هذه الوحدات «واصلت تقدمها في اتجاه النبعين كسب في ريف اللاذقية الشمالي وأحكمت سيطرتها على المرتفعين 1017 و959». وكان مقاتلو المعارضة شنوا الشهر الماضي هجوماً مباغتاً على هذه المواقع وتمكنوا من السيطرة على مواقع استراتيجية بارزة للنظام على الحدود مع تركيا بما في ذلك منطقة السمرا على الساحل السوري، لتكون بذلك أول منفذ بحري للمعارضة. ويحاول النظام منذ أسابيع طرد قوات المعارضة من هذه المناطق. وأشار «المرصد السوري لحقوق الانسان»، من جهته، إلى تعرض مناطق في بلدة كسب ومحيطها في ريف اللاذقية الشمالي لقصف من القوات النظامية بالتزامن مع «استمرار الاشتباكات العنيفة» في محيط «المرصد 45» وقرية السمرا وأنباء عن اعطاب دبابة للقوات النظامية في المنطقة وخسائر بشرية في صفوفها». أما في مدينة حمص التي بدأ النظام حملة عسكرية واسعة فيها، ذكرت «سانا» أن القوات النظامية «واصلت عملياتها في مدينة حمص القديمة وسيطرت على أحد الأبنية قرب كنيسة مار جرجس»، في تأكيد غير مباشرة لفشل النظام في تحقيق تقدم ميداني مهم في حمص على رغم الهجمات العنيفة التي يشنها على هذه المدينة التي توصف بأنها «عاصمة الثورة». أما «المرصد» فأشار، من جهته، إلى أن «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في أحياء حمص المحاصرة وسط تجدد قصف القوات النظامية على هذه الاحياء ومناطق في حي الوعر». ونقل «المرصد» عن نشطاء في ريف حمص الغربي تأكيدهم «أن القوات النظامية أعدمت 6 رجال سلّموا انفسهم لها في قرية الزارة التي يقطنها مواطنون تركمان سنّة وتسيطر عليها القوات النظامية». وفي حلب، فنقل «المرصد» عن مصادر في مدينة حلب قولها «إن التيار الكهربائي بدأ بالعودة إلى عدة مناطق في أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، عقب انقطاع دام لأكثر من عشرة أيام، بعد أن كان قُطع بقرار من الهيئة الشرعية بحلب للضغط على النظام من أجل إيقاف القصف بالبراميل المتفجرة» على كبرى مدن شمال سورية. وذكر «المرصد» أن «الإدارة العامة للخدمات في جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) أصدرت اليوم (أمس) الاثنين بياناً قالت فيه: «نظراً الى معاناة اهلنا في مناطق النظام بعد حرمانهم من الكهرباء لعشرة أيام، ومعاناتهم لتأمين المياه، وعدم إبداء النظام الاهتمام الكافي بتأمين احتياجاتهم، قررنا أن نعيد الكهرباء لمدينة حلب، لإنهاء معاناة أهلنا، ووفق مبادرة مبدئية، والتي تقتضي وقف القصف عن المدنيين العزل ولفترة تجريبية، نرى فيها التزام النظام من عدمه». وحذّر البيان النظام من نقض التزاماته، قائلاً: «وبحال نقض النظام لالتزاماته وعودة القصف الجوي على مناطقنا فإن ردنا سيكون أقسى من السابق، وعليه نتمنى ونرجو من أهالينا في مناطق النظام أن يكونوا مدركين لضرورات قيامنا بهذا التصرف لحماية إخوانهم في المناطق المحررة من الأطفال والشيوخ والنساء من براميل الحقد النصيرية»، مشيراً إلى أن وصل التيار سيحصل ظهر الإثنين، ما يعني عودة الكهرباء الى حلب بحلول بعد الظهر. وأبلغ نشطاء في حلب «المرصد» أن الاتفاق «تم بين جبهة النصرة والنظام السوري بواسطة من «مبادرة أهل حلب» التي عملت على القيام بوساطة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والنظام السوري، توصل فيها الطرفان إلى اتفاق يقضي بإخلاء الدولة الإسلامية للمحطة الحرارية في ريف حلب الشمالي الشرقي، مقابل توقف القوات النظامية عن تقدمها باتجاه قرية تل بلاط في الريف الشمالي الشرقي لحلب». وذكر «المرصد»، في غضون ذلك، أن «الاشتباكات استمرت في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي الزهراء» في حلب، في وقت دارت «اشتباكات في منطقة السبع بحرات في حلب القديمة، وسط تقدم للنصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة في المنطقة وقطع طريق الامداد العسكري للقوات النظامية في قلعة حلب لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات في مدينة حلب».