أكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف خلال تدشينه مبادرة «نقوش الشرقية» في مجلس الإثنينية الأسبوعي بديوان الإمارة، أن ملوك هذه الدولة منذ عهد المؤسس حتى عهدنا الحاضر حرصوا كل الحرص على أن يكون المسجد الحرام ومسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام في أبهى حلة وحافظوا عليهما، ولنا مثال نحتذي به من قادتنا، وبالتالي لا بد من أن نرسخ هذه الثقافة في أبنائنا وفي أجيالنا المقبلة، مبيناً أن مبادرة «نقوش الشرقية» تنطلق لتعود بنا إلى أصل مدننا وما كانت عليه في السابق وما تحظى به من بساطة وجمال، وبالتالي رأت الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية مع أمانة المنطقة الشرقية، ومجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية، أن تكون هناك مجموعة من المهتمين بالتراث يستطيعون أن يجعلوا الكثير والكثير من الأماكن المؤذية للنظر في الوقت الحاضر أماكن سارة للنظر وهذا مما يدخل السرور إلى النفس. وأضاف: «يجب على الأمانة وكل الجهات ذات العلاقة أن يحسنوا الاختيار في مشاريعهم، وأن يختاروا كل ما من شأنه أن يجعل الداخل والخارج بنفس الجودة»، مشدداً على أن الأصل في هذا الأمر هو المخبر وليس المظهر قائلاً: «نحن يهمنا المخبر أكثر مما يهمنا المنظر وعندما نحسن المخبر فعلينا أيضاً أن نحسن المنظر». ولفت إلى أهمية أن يراعى أن تكون جميع المباني صديقة للبيئة، وتستعمل فيها جميع ما يذكرنا بأصولنا وجذورنا وألا نبتعد عنها، وأن تكون أيضاً مجالاً لتوفير الطاقة، وأن نحرص على الاستخدام الأمثل لجميع الموارد الطبيعية وعلى رأسها الماء باعتباره عصب الحياة. مضيفاً: «عندما ننظر إلى جميع المدن التاريخية نجد أنها حافظت على الهوية واحتفظت بتراث لا يزال قائماً، وبلادنا غنية بهذا التراث العريق، والأجدر بنا في هذا الوقت بالذات أن نعمل جاهدين على أن نجعل ما يراه جيل المستقبل هو ما مارآه جيل الماضي، وبالتالي نحن لا نستطيع أن نعيد الزمن ولكن نستطيع أن نحسن المناظر ببعض الأمور التي تكاد تكون بسيطة ولكنها ترفع من ثقافة الإنسان حتى تكون منطقتنا محتفظة بهويتها وتراثها الجميل بإذن الله الذي نفخر به جميعاً، وبالتالي لا بد من أن نرسخ هذه الثقافة في أبنائنا وفي أجيالنا المقبلة». من جانبه، أوضح أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، أن «نقوش الشرقية» تنهل من ينبوع أصيل هو تاريخ المنطقة الشرقية، وتقوم على مشاركة أهاليها بأفكارهم بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، تستلهم من نقوش عمارة المنطقة ومن فنون مبدعيها وقصائد شعرائها، ومواكبة لما يشهده هذا العصر من تطور في أنظمة المدن والارتقاء بالبيئة العمرانية، مبيناً أن مبادرة نقوش الشرقية مبادرة جمالية معرفية علمية تستفيد من مواهب أهل المنطقة وتدعم قدراتهم وتطلعاتهم ليصبح جمال البيئة العمرانية في مدنهم وقراهم نتاج إبداع مخيلاتهم وطموحاتهم وفق ضوابط وأنظمة تضمن الجودة وتحقق الأهداف. وشهد اللقاء مداخلة للفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان نيابة عن فناني وفنانات المنطقة الشرقية، مبدياً استعداده وجميع الفنانين والفنانات للمساهمة في هذه المبادرة التي تؤكد حرصهم على أن تكون المنطقة الشرقية هي الأجمل.