على رغم إصابته بالوسواس القهري وخوضه معه منذ ثلاثة أعوام حرب ضروس، إلا أنه لم يستطع التغلب عليه طوال هذه الفترة، إد خصص خالد دشتي من دولة الكويت شنطة كبيرة بداخلها «10 إحرامات» وأنواع عدة من المطهرات لأخذ الحيطة والحذر خشية إصابته بالجراثيم، ما أثار علامات الاستغراب لدى زملائه في الحملة عند أداء كل صلاة، ورؤيتهم له يعمل على تغيير إحرامه والوضوء مرات عدة. وبوجه متجهم تملؤه الحسرة على قضاء ثلاثة أعوام مع الوسواس القهري يقول حاج آخر يدعى الرفاعي: «أقرر في اللحظات الأخيرة من كل عام تأجيل تأدية الحج خوفاً من تفاقم معاناتي وحصول المشقة ومن ثم عدم استطاعتي على أداء الفريضة بأكمل وجه، لأنني مصاب بالوسواس القهري في الوضوء والصلاة وأقضي في دورات المياه أكثر من ساعة حتى أستطيع أن أقتنع بوضوئي بشكل صحيح، وأعمل على تغيير ملابسي عند أداء كل فريضة اعتقاداً بوقوع النجاسة عليها وأتجنب مصافحة الآخرين خوفاً من انتقال الجراثيم إلي. وفي المخيم أصبح الرفاعي مثاراً لشفقة زملائه في الحملة، بعدما صرح لهم بإصابته بالوسواس القهري باحثاً عن إيجاد الحلول الناجعة عقب تفاقم الأمر عليه خلال أيام، وزاد: «لم أستطع مقاومة نزغات الوسواس المتتالية منذ مجيئي إلى المشاعر المقدسة وقمت بلبس جميع إحراماتي العشرة ظناً بوقوع النجاسة على أحدها وأصبحت أعيد وضوئي مرات عدة أمام مرأى الجميع». أمر الرفاعي وتصرفاته زادت من تعجب واستغراب مشرف الحملة الذي أصر على اصطحابه إلى عالم دين لنصيحته، إذ ذكر أن تصرفاته لا تصح وليس من الدين في شيء، وخلال المدة التي قضاها مع أحد المشائخ (تجاوزت الساعتين) تفتحت لديه آفاق لم يكن يستشعرها من ذي قبل، وبزهو ارتسم على محيا جبينه، تعهد أمام زملائه في الحملة الذين وقفوا بجانبه خلال الأيام التي كانوا فيها جميعاً في مشعر منى حتى يوم أمس (الجمعة) أنه فتح صفحة جديدة على مقاومة نزغاته اللعينة بعيد حال من الاطمئنان تغلغل إلى جوانحه في المشاعر المقدسة، ملتزماً بأنه سيعود سوياً كما كان في السابق.