أعتبر مستشار لقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بيترايوس، ان باكستان «دولة فاشلة» قد تنهار خلال 6 شهور، محذراً في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «واشنطن بوست» من «وضع المتشددين أيديهم على نحو مئة رأس نووية». في غضون ذلك، استقبل حوالى 250 محامياً بالهتاف والورود أمس، عودة كبير قضاة المحكمة العليا الباكستانية افتخاري تشودري الى منصبه، بعد أكثر من سنة ونصف سنة على عزله بقرار اتخذه الرئيس السابق برويز مشرف، اثر فرضه حال الطوارئ وتعطيله الدستور في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007. وردد عشرات المحامين: «مرحباً... مرحباً» لدى وصول تشودري الى مقر المحكمة العليا في إسلام آباد، علماً ان قرار إعادة تعيينه هدف الى نزع فتيل أزمة سياسية هددت بمواجهات دموية بين قوات الأمن ومعارضين في شوارع العاصمة قبل عشرة أيام. وحض تشودري المحامين على القضاء على كل مظاهر الفساد في السلطة القضائية، وقال: «يتفشى الفساد المزمن في هذه المؤسسة، ويجب ان تتصدوا له عبر تطبيق القانون في داركم اولاً». والقاضي المعروف بنزاهته لدى ملايين الباكستانيين وبينهم أقارب لمئات ممن فقدوا بعد اعتقالهم في إطار «الحرب على الإرهاب» خلال عهد مشرف، يمثل املاً بعدالة اكثر استقلالية، خصوصاً انه كان امر قبل عزله عام 2007 بالتحقيق في مصير هؤلاء المفقودين، مؤكداً وجود «أدلة دامغة» حول احتجاز أجهزة الأمن لهم. وحدد تشودري الاثنين المقبل موعداً للنظر في الالتماس الذي قدمته الحكومة الى المحكمة العليا لإعادة النظر في قرار منع زعيم المعارضة نواز شريف وشقيقه شهباز من تولي مناصبة عامة أو خوض الانتخابات الاشتراعية المقبلة، في وقت لم يتبدد التوتر الناتج من الخلاف بين الرئيس آصف علي زرداري وشريف، بعدما ألقى الأخير بثقله خلف حملة المحامين لإعادة تشودري الى منصبه، على رغم تحدث كل الأطراف اخيراً عن مصالحة. وقال شريف في لاهور أول من أمس: «سنخدم الأمة أكثر حين يتولى حزب الرابطة الإسلامية السلطة، لكننا نعلن الآن تعاوننا مع حزب الشعب لتغيير مصير الأمة». على صعيد آخر، أبدى ديفيد كيلكولن مستشار الجنرال بيترايوس، قلقه من احتمالات انهيار الدولة في باكستان خلال ستة شهور، بسبب أزمتها الداخلية وتأثرها بأزمة الاقتصاد العالمي، ما سيسمح للمتشددين بوضع أيديهم على نحو مئة رأس نووية في البلاد. وقال في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «واشنطن بوست»: «باكستان فاشلة كدولة ويشكل الجيش وأجهزتها الأمنية دولاً داخلها، فيما فقدت حكومتها السيطرة على أكثر من 70 في المئة من الأراضي». ولم تعلق إسلام آباد على تصريحات كيلكولن، لكن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني تفقد للمرة الأولى مشروعاً نووياً قرب العاصمة يرافقه كبار قادة الجيش، مؤكداً قدرة المؤسسة العسكرية على الدفاع عن باكستان وحمايتها من الأخطار الداخلية والخارجية. الى ذلك، أعلنت السلطات التركية ان الرئيس عبد الله غل سيلتقي في الأول من نيسان المقبل نظيريه الأفغاني حميد كارزاي والباكستاني آصف علي زرداري، في قمة تعتبر الثالثة بين رؤساء الدول الثلاث منذ العام 2007. وستبحث القمة قضايا العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب، في حضور قادة أركان جيوش الدول الثلاث ومسؤولي اجهزة الاستخبارات، في وقت تسعى تركيا العضو في الحلف الأطلسي (ناتو)، الى فرض ذاتها وسيطاً بين الدولتين الجارتين اللتين تبادلتا في الماضي الاتهامات في شأن عدم بذل الطرف الآخر جهوداً كافية لتحجيم نشاطات المتطرفين.