بعيداً من صخب الحياة اليومية وفي أجواء فولكلورية، احتضنت الجدران الأثرية لقلعة قايتباي الشهيرة في الاسكندرية مهرجان «فرح البحر». وتحولت القلعة المملوكية للمرة الثالثة على التوالي، إلى ساحة للعروض ومسرح تفاعلي يعرض ثقافات وفنون شعوب شمال المتوسط وجنوبه. وتجمَّع آلاف من أبناء وجاليات 40 دولة متوسطية في مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية في مهرجان تغلبت فيه اللغة السحرية للفن مقابل اللغة اليومية العادية، وربطت فنانين من ثقافات مختلفة. بدأ المهرجان بطلقات نارية وألعاب ضوئية مبهرة، ثم أنزل شعار المهرجان، وتحدث رئيس مؤسسة «آناليندا» المنظمة للحدث أندرو كلاريك، قائلاً: «المهرجان الثقافي يهدف الى استخدام الفنون كوسيلة لدعم المعرفة بثقافة الآخر إلى جانب تشجيع التفاهم المتبادل بين شعوب المنطقة». وضم المهرجان الكثير من النشاطات الثقافية والفنية التفاعلية، وقُسمت مساحة الفضاء في القلعة بالتساوي بين الجاليات والمؤسسات والجمعيات المعنية بالنشاط الثقافي كي يتمكن كل منهم من تعريف الجمهور بمنتوجاته وقد شاركت الجاليات الأجنبية بعرض للأكلات الشهيرة. وقدمت اليونان غايروس أو الشاورما اليونانية، وقدّمت فرنسا الأماندين والغراتان والبوشيه، فيما قدمت مصر الكشري الشهير، وفلسطين مأكولات شعبية كالمقلوبة والكنافة النابلسية، كما شارك كل بلد بمعرض للمنتوجات والأزياء الشعبية التراثية. وضم المهرجان أيضاً عروض رقص تقليدي فلسطيني وإنكليزي وإيطالي وشعبي مصري، وعروضاً تفاعلية، وحرفاً يدوية، ورسماً على الوجوه. كما خصص المهرجان عدداً من النشاطات الثقافية وورش العمل للأطفال ومنها ورش عمل عرائس الظل (بالتعاون مع اليونيسكو) وصناعة الطائرات الورقية والحلي والسيلويت ومشغولات يدوية من سيناء وفن الأوريجامي والكاريكاتور إلى جانب فقرة الساحر: عروض السامبا والسيرك من فناني الشارع، مهرجون بلا حدود، نافخو النار. ومن الفاعليات اللافتة في المهرجان استعراض الشوارع الدولي الذي نظمته مؤسسة «بروهاها إنترناشيونال» ومركز «ريزودانس» وقد بدأ الاستعراض عند سوق السمك في محاذاة الكورنيش، وتضمن عروض الفرقة النحاسية والطبول البرازيلية والمهرجين ومسرح الشارع بمشاركة فنانين من إيطاليا وهولندا وبولندا وفلسطين. وقدمت فرق موسيقية أوروبية ومصرية عروضها الفنية وسط أجواء تفاعلية، ومنها فرقة «كازاباتاس» (إسبانيا) التي قدمت عرض الفلامنكو الإسباني. كما قدم فريق «مسار إجباري» أحدث أعماله الذي امتزجت فيها موسيقى الروك والجاز والبلوز مع الموسيقى الشرقية، وقدمت فرقة «سيوة» رقصاتها فيما شاركت فرقة «الفالوجة» الفنية بعروض الفلكلور الشعبي الفلسطيني. وقالت سيننيتا دلون (فرنسا) إحدى المشاركات في المهرجان: «فرصة نادرة أن تُدعى إلى مهرجان تكتشف من خلاله ثقافات جديدة، وتطّلع على فولكلور وعادات وتقاليد الآخرين». وحقق مهرجان «فرح البحر» نجاحاً كبيراً العام الماضي، اذ حضره أكثر من 5000 شخص من مختلف الأعمار.