فجر انتحاريون أنفسهم مستهدفين مقرين في «المربع الأمني» تابعين للقوات النظامية في حمص، ما تسبب في سقوط 42 قتيلاً بينهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العميد حسن دعبول، في عملية تبنتها «هيئة تحرير الشام» المؤلفة من «جبهة النصرة» سابقاً وفصائل أخرى مقاتلة، واعتبر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا السبت أن هدف اعتداءات حمص «تخريب» مفاوضات جنيف، في وقت حذر رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري من أن التفجيرات «لن تمر مرور الكرام»، وشن الطيران السوري غارات على حمص ومناطق أخرى في البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «42 من عناصر الأمن على الأقل، بينهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في حمص العميد حسن دعبول، في هجمات استهدفت جهازي الاستخبارات العسكرية وأمن الدولة». وأشار محافظ حمص طلال برازي الى وقوع 32 قتيلاً و24 جريحاً. ويعد دعبول من المقربين من الرئيس بشار الأسد، وهو من أبرز الشخصيات في أوساط الاستخبارات السورية وعين في منصبه قبل سنة لضبط التوتر بين موالين للنظام. وقال «المرصد» إن الهجمات هي «الأكثر جرأة في حمص»، منذ استهداف مبنى الأمن القومي في دمشق في تموز (يوليو) 2012، والذي أدى الى مقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين بينهم وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت، صهر الأسد. وبدأت الهجمات مع إطلاق النار على الحرس في مبنى الاستخبارات العسكرية. وعندما سارع الضباط لمعرفة ما يجرى، فجر أول انتحاري نفسه». ومن ثم «سارع عناصر أمن آخرون إلى المكان حيث قام الثاني والثالث بتفجير نفسيهما واحداً تلو الآخر، وفق «المرصد» الذي أوضح أن الاشتباكات استمرت ساعتين. وأكد التلفزيون الرسمي وقوع اشتباكات خلال الهجومين. وتحدثت «هيئة تحرير الشام» عن «خمسة انغماسيين (...) اقتحموا فرعي أمن الدولة والأمن العسكري بحمص». وتشكل تحالف «تحرير الشام» من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وأربعة فصائل مقاتلة أخرى. وتعرض حي الوعر، آخر حي تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حمص، لغارات كثيفة أمس نفذتها قوات النظام عقب الهجمات الانتحارية، وتسببت في مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة نحو خمسين آخرين بجروح وفق «المرصد». كما قتل ستة مدنيين وأصيب 14 بجروح نتيجة غارات لقوات النظام على مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقيةلدمشق. وقتل وجرح عشرات بقصف على مدينة اريحا في محافظة ادلب. وفي جنيف، قال دي ميستورا للصحافيين رداً على سؤال عن هجمات حمص: «في كل مرة نجري مفاوضات هناك دائماً من يحاول تخريب العملية. كنا نتوقع ذلك». وجاءت مواقف دي ميستورا بعد رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية الى الأممالمتحدة ومجلس الأمن طالبت فيها بإدانة الهجمات. وقال رئيس وفد الحكومة الى محادثات جنيف بشار الجعفري، قبل لقائه دي ميستورا السبت: «التفجيرات الإرهابية التي ضربت حمص اليوم هي رسالة من رعاة الإرهاب إلى جنيف»، مضيفاً: «أقول للجميع إن الرسالة قد وصلت وهذه الجريمة لن تمر مرور الكرام». ورغم دخول محادثات جنيف يومها الثالث، لم يبدأ حتى الآن أي بحث في العمق بين الأطراف المعنية بالمفاوضات. ومن المفترض أن يدرس وفدا الحكومة والمعارضة السوريان ورقة قدمها لهما دي ميستورا تتضمن جدول الأعمال الذي يأمل بتنفيذه.