اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن عملية السلام في شمال مالي المُضطرب «في مسارها الصحيح»، بعد البدء في تسيير دوريات مشتركة بين الجنود الماليين والمتمردين السابقين. وقال لودريان بعد لقاء الرئيس المالي ابراهيم أبوبكر كيتا في باماكو: « أجرينا محادثات مكثفة تسمح لي اليوم بإبداء تفاؤل حيال الوضع، أعتقد أننا في المسار الصحيح (...) إنني أرى مؤشرات تطور إيجابية مع تعيين رؤساء السلطات الانتقالية في خمس مناطق من الشمال». وكان الوزير أبدى في نهاية 2016 استياءه حيال البطء في تطبيق عملية السلام ودعا الرئيس المالي إلى القيام ب «المبادرات الضرورية» لتسريع الآلية، ما أثار توترا بين البلدين. وبعد إرجاء تنفيد اتفاق السلام الموقع في 2015 مرات عدّة تشكلت الخميس في غاو كبرى مدن شمال البلاد، أولى الدوريات المشتركة المؤلفة من جنود ماليين ومقاتلين من مجموعات مؤيدة للحكومة وعناصر من حركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها الطوارق، تمهيدا لإعادة بناء جيش مالي موحد. وتنشر فرنسا أربعة آلاف جندي في خمس من دول الساحل ولا سيما في مالي، في سياق مكافحة الجهاديين. في المقابل، أرجئ مجددا بدء تسلم السلطات الانتقالية مهماتها في كيدال، معقل حركة التمرد السابقة، بسبب اعتراضات على تعيينات في الحكومة. وكان شمال مالي سقط بايدي مجموعات متشددة في ربيع 2012 قبل طردهم بعد تدخل دولي قادته فرنسا في بداية 2013. لكن لا تزال مناطق بكاملها خارج سيطرة القوات المالية والاجنبية التي تستهدف بانتظام بهجمات دامية على رغم توقيع اتفاق السلام الهادف لعزل الجهاديين نهائيا. وفي 18 كانون الثاني (يناير) الماضي قتل ثمانين شخصا في عملية انتحارية في غاو استهدفت فصائل مسلحة وقعت اتفاق السلام، وتبنتها حركة «المرابطون» التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار والتابعة إلى تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي.