اتهمت بيونغيانغ بكين أمس ب «الرقص على أنغام» واشنطن، فيما نفت الصين معلومات عن تعزيز قواتها على الحدود مع كوريا الشمالية. ويتميّز تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بطابع مخصّص عادة لكوريا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة، علماً أنه يأتي بعد أيام على انتقاد الصين إطلاق الدولة الستالينية صاروخاً باليستياً، منتهكة قرارات مجلس الأمن، وتجميد بكين كل وارداتها من الفحم الكوري الشمالي الى نهاية السنة. تعليق الوكالة تجنّب الإشارة مباشرة الى الصين، لكنه تحدث عن «بلد مجاور، يزعم غالباً انه جار صديق»، متهماً بكين بالتخلّي عن بيونغيانغ لمصلحة واشنطن، من خلال قطع وارداتها من الفحم امتثالاً لعقوبات فرضها مجلس الأمن. وأضاف التعليق: «هذا البلد، الذي يعتبر نفسه قوة عظمى، يرقص على أنغام الولاياتالمتحدة فيما يدافع عن سلوكها الحقير، متحجّجاً بأن (تجميد واردات الفحم) كان يُفترض ألا يؤثّر سلباً في معيشة مواطني كوريا الشمالية، بل التحقّق من برنامجها النووي». وتابع أن الصين «اتخذت من دون تردد خطوات غير إنسانية» للامتثال لعقوبات مجلس الأمن. في السياق ذاته، نفى ناطق باسم الخارجية الصينية تقارير أفادت بأن الجيش الصيني «يزيد عدد قواته على الحدود» مع كوريا الشمالية، مؤكداً انها «بلا أساس ومُختلقة». الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها «تعلم» بوجود مجموعة حاملة طائرات أميركية في بحر الصين الجنوبي، معربة عن أمل بأن «تحترم الولاياتالمتحدة بجدية سيادة الدول في المنطقة ومخاوفها الأمنية، وتكون جدية في احترام جهود الدول للحفاظ على السلام والاستقرار في البحر». وشددت على «احترامها حرية كل الدول في الملاحة والتحليق في بحر الصين الجنوبي، وفقاً للقانون الدولي». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفيليبيني بيرفكتو ياساي أن الرئيس الصيني شي جينبينغ تعهد لنظيره الفيليبيني رودريغو دوتيرتي، خلال لقائهما في بكين في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ألا تنفّذ بكين عملية «استصلاح وتشييد» على جزيرة «سكاربورو شول» المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. ونبّه الى أن قواعد اللعبة ستتغيّر، إذا لم تفِ الصين وعدها، مستدركاً أنه يثق بأن بكين ستلتزم تعهدها. وكان ياساي يعلّق على تقرير نشرته وكالة «رويترز»، أفاد بأن الصين اقتربت من إكمال تشييد جزر اصطناعية ضئيلة يُعتقد بأنها ستنشر عليها صواريخ أرض-جو بعيدة المدى. وأكد ناطق باسم الخارجية الصينية أن الجانبين «عادا إلى المسار الصحيح للمشاورات الثنائية الودية الرامية الى معالجة ملائمة لمسألة بحر الصين الجنوبي»، لافتاً الى ان «التعاون بين البلدين يزدهر في كل المجالات». واستدرك منتقداً تصريحات ياساي، اذ اعتبر انها «لا تتماشى مع التوافق الرفيع المستوى بين البلدين». على صعيد آخر، أوردت صحيفة «هوتان» الصينية أن السلطات أعلنت مكافأة تبلغ 2000 يوان (275 يورو) لمن يبلغ عن شاب ملتح او امرأة منقبة، في إقليم شينغيانغ في أقصى شمال غربي البلاد، والذي يشهد توتراً بين عرقيتَي «الهان» الصينيين والأويغور المسلمين. وأشارت إلى أن سلطات بلدة هوتان التي شهدت أخيراً اضطرابات سياسية، خصّصت صندوقاً قيمته مئة مليون يوان (13.7 مليون يورو) لتمويل مكافآت «مكافحة الإرهاب». وأضافت أن المكافآت يمكن أن تصل إلى 5 ملايين يوان، في حال كشف خطة هجوم أو لمَن «يضرب أو يقتل أو يجرح أو يسيطر على مثيري شغب». وتابعت أن «كشف متطرفين يستخدمون الدين للإخلال بعمل الآليات القضائية والإدارية والتعليمية... أو للإضرار بقوانين البلاد»، يمكن أن يجلب مبلغاً قد يصل إلى مليون يوان. وتابعت أن مَن يبلغ عن شاب ملتح أو امرأة منقبة يمكن أن يحصل على مكافأة مقدارها ألفَا يوان. الى ذلك، تظاهر جنود مسرّحون من الجيش الصيني وسط بكين طيلة يومين، مطالبين بمزايا تقاعد لم يحصلوا عليها. واحتشد مئات من المحتجين في زيّ مموه باللونين الأخضر والأزرق، أمام الوكالة المعنية بمكافحة الفساد التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، مرددين هتافات.