يعيش سكان العيص والمناطق المجاورة الذين غادروا منازلهم قسراً خوفاً من الزلازل، حالاً من الترقب والحذر الشديدين لما قد تحمله الأيام المقبلة، على رغم الهدوء الذي يحف مناطقهم منذ ثلاثة أيام، إذ لم تسجل خلالها سوى هزات أرضية معدودة وغير محسوسة، برغم تحذيرات اختصاصيين جيولوجيين من الهدوء الذي يسبق العاصفة، مؤكدين أنه ربما يكون مؤشراً خطراً لعودة الهزات أكثر قوة وعنفاً. وفيما تواصل الجهات الحكومية تقديم تسهيلاتها للمواطنين النازحين من مدينة العيص، أكد قائد قوات الدفاع المدني فيها العقيد زهير سيبيه ل «الحياة» السماح للأهالي الذين يريدون نقل مواشيهم أمس، بالعودة وفق ضوابط مشددة، وبعد التنسيق، إذ أعطوا الفرصة لنقل مواشيهم وتحميلها في سيارات النقل، وتسهيل مُهمتهم في ذلك، مشيراً إلى وجود قوة من الحرس الوطني في القرى المحلية لحفظ الأمن فيها، إلى جانب الدوريات الأمنية. ووصف كل من العقيد سيبيه ونائب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور أحمد العطاس، الوضع في المنطقة خلال اليومين الماضيين بأنه هادئ نسبياً، مع وجود بعض الهزات الخفيفة التي لم تصل إلى ثلاث درجات على مقياس ريختر. إلا أن قائد قوة الدفاع المدني كشف أن «الهزات خلفت تصدعات كبيرة وانهيارات أرضية في المنطقة، ويجب على المواطنين عدم الاقتراب منها، وهي لا تزال منطقة محظورة، حفاظاً على سلامة الأهالي والمواشي، حتى تقف هيئة المساحة عليها، وتصدر بياناً بوضعها». وفي شأن مساعدة الاسر النازحة من مدينة العيص بدأ مكتب فرع وزارة المالية في ينبع أمس صرف البدل النقدي بدلاً من الإعاشة لمواطني العيص الذين سبق أن تم إسكانهم في المدينةالمنورة وينبع والعلا، من طريق مرور مآمير الصرف على البنايات السكنية والشقق والاستراحات التي يقطنها النازحون. ودعا المدير العام لفرع وزارة المالية في منطقة المدينةالمنورة صالح بن عبدالله العبودي المواطنين إلى البقاء في شققهم ريثما يتم الصرف لهم من دون مشقة عليهم. وقال مدير مكتب فرع المالية في ينبع محمد بن أحمد الحيدري إن الإعاشة عبارة عن مبالغ مالية سلمت لكل أسرة، وسلمت مبالغ الإعاشة لنحو 627 أسرة موجودة في 45 وحدة سكنية في ينبع، وشملت المبالغ المقيمين الذين أخلوا من مركز العيص وإسكانهم في المحافظة، إضافةً إلى سكان مخيمات الإيواء، مؤكداً مواصلة صرفها للسكان طوال فترة إقامتهم خارج قراهم. فيما وزع المستودع الخيري فى ينبع مواد غذائية ووجبات ساخنة على جميع الأسر النازحة من العيص والأسر الموجودة في مراكز الإيواء، والجنود المرابطين، إضافة إلى توزيع مواد غذائية ومشروبات على جميع الأسر في الشقق المفروشة، كما تكفل فاعل خير بتوزيع المياه على جميع الأسر. وتواصلاً لخدمة سكان العيص النازحين ينفذ جهاز التنمية السياحية في منطقة المدينةالمنورة جولات تفتيشية على الشقق ومواقع الإيواء السكنية في المدينةالمنورة ومحافطة ينبع التي تم تخصيصها للمواطنين الذين تم إجلاؤهم من العيص، بالتنسيق مع الدفاع المدني ووزارة المالية والجهات المختصة، للتأكد من تحقيق الجودة في الخدمة المقدمة. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في منطقة المدينة الدكتور يوسف المزيني أنه تم تخصيص أربع فرق للكشف في المدينةالمنورة، وفرقة واحدة للكشف في مدينة ينبع لتفتيش منشآت الإيواء وحصر استيعابها، إضافة إلى مدى ملاءمة الفنادق والوحدات السكنية المفروشة والمنتجعات في ينبع والمدينة. وأكد الدكتور المزيني أن الهيئة تسعى إلى تحقيق الجودة في الخدمات المقدمة للسكان، والحاجة إلى استكمال العديد من الفنادق والوحدات السكنية للاشتراطات التي وضعتها الهيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، مشيراً إلى أن فريق العمل فتش 188 منشأة بين فندق ومنتجع وشقق مفروشة في كل من المدينةالمنورة وينبع، كما يباشر حالياً إصدار أكثر من 40 تصريحاً لعدد من الفنادق والمنتجعات والوحدات السكنية.