استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته متحف التاريخ الأفريقي- الأميركي في واشنطن أمس، للتشديد على مناهضته الكراهية والتعصب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالعداء للسامية، وتفادي انتقادات حادة طاولته باعتبار أنه لم يندد بشكل كاف بتهديدات وهجمات تعرضت لها عشرات المراكز اليهودية في أنحاء الولاياتالمتحدة. (للمزيد) وقال ترامب للصحافيين خلال زيارته المتحف، إن «هذه الجولة تذكرنا لماذا علينا أن نحارب التعصب واللاتسامح والكراهية بأشكالها البغيضة كافة». وأضاف أن «التهديدات المعادية للسامية التي تستهدف المجتمع اليهودي فظيعة ومؤلمة، وهي تذكير مؤسف بالعمل الذي لا يزال ينبغي القيام به للتخلص من الحقد والأحكام المسبقة والشر». وأكد أن هذه الممارسات «يجب أن تتوقف»، مشيراً إلى نيته زيارة متحف «المحرقة» قريباً. ورافق ترامب في زيارته المتحف جراح الأعصاب الأفريقي- الأميركي الشهير بن كارسون المرشح لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضارية، والسيناتور تيم سكوت وهو العضو الجمهوري الوحيد في مجلس الشيوخ من أصول أفريقية أميركية. كما رافقته ابنته إيفانكا التي غردت على «تويتر» رداً على التهديدات لمراكز يهودية، قائلة إن «الولاياتالمتحدة أمة قائمة على مبدأ التسامح الديني. ويجب أن نحمي أماكن عبادتنا ومراكزنا الدينية»، علماً أن إيفانكا اعتنقت اليهودية بعد زواجها من جاريد كوشنر الذي يشغل حالياً منصب مستشار في البيت الأبيض. وطفت قضية التهديدات على السطح نهاية الأسبوع الماضي، بعد إخلاء 11 مركزاً يهودياً تلقت إنذارات بوجود قنابل، في تكرار لسلسلة حوادث مماثلة حصلت غداة تسلم ترامب السلطة الشهر الماضي. ورفع ذلك إلى 69 عدد هذه الحوادث التي سجلت في 54 مركزاً يهودياً في 27 ولاية أميركية ومقاطعة كندية واحدة هذه السنة. وكانت كل الإنذارات كاذبة. وفتح مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووزارة العدل الأميركية تحقيقات في التهديدات، وأعلن مركز «ساذرن بوفرتي لو» الذي يرصد أعمال التطرف في تقرير، أن عدد المجموعات التي تروج للكراهية ارتفع إلى مستويات تاريخية. وربط هذه الزيادة بصعود «الشعبوية» خلال الانتخابات الرئاسية التي أدت الى انتخاب ترامب. في غضون ذلك، أشاع تعيين الرئيس الأميركي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر مستشاراً لشؤون الأمن القومي، نوعاً من الطمأنينة في الوسط السياسي والعسكري الأميركي أمس، باعتباره شخصية مقربة من وزير الدفاع جيمس ماتيس، وهو على عكس سلفه المستقيل مايكل فلين، من «البراغماتيين» في السياسة الخارجية والمناهضين لتمدد روسيا وإيران في أوروبا والشرق الأوسط. وماكماستر الذي أعلن ترامب عن تعيينه ليل الإثنين خلفاً لفلين المستقيل بسبب اتصالاته السرية مع روسيا، هو من الجنرالات البارزين داخل الجيش الأميركي وخدم في العراق والكويت (حرب الخليج) وأفغانستان. في نيويورك، وجهت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي أمس، رسالة إلى موسكو بأن واشنطن «ملتزمة أمن أوروبا، وأي تعاون مع روسيا لن يكون على حساب حلفائنا الأوروبيين». وقالت في جلسة لمجلس الأمن حول «النزاعات في أوروبا»، إن الولاياتالمتحدة «لن تتراجع عن التزامها أمن أوروبا»، وإنها «تعمل على جعل حلف شمال الأطلسي أكثر فعالية»، مشيرة إلى أن «الباب سيبقى مفتوحاً أمام أعضاء جدد» في الحلف. وقالت هايلي إن المزيد من التعاون مع روسيا «لن يكون على حساب حلفنا مع أوروبا»، داعية موسكو إلى «احترام سيادة أوكرانيا، وإظهار التزامها السلام هناك، وإنهاء احتلالها القرم». كذلك حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «تنامي الشعبوية والنزعة القومية وكره الأجانب». وقال إن الأمن والاستقرار في أوروبا «لا يجب أن يؤخذ كمعطى ثابت»، مؤكداً ضرورة حل النزاع في أوكرانيا. ووقف أعضاء مجلس الأمن دقيقة صمت في بداية الجلسة، حداداً على السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، الذي توفي بأزمة قلبية الإثنين.