أكد مدير مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر في المنطقة الشرقية المشرف على موقع المستشار الأسري الدكتور خالد سعود الحليبي، أن تقبيل الرجل زوجته قبل مغادرة المنزل وبعد عودته إليه، وإسماعها كلمات رومانسية وافتخاره بها أمام أهله، إضافة إلى احترام الزوجة خصوصيات زوجها، وعدم تجسسها عليه، واستئذانها منه عند خروجها، كفيلة بتحقيق الأمن النفسي بينهما، مطالباً باشتراط خضوع المقبلين على الزواج إلى دورة تأهيلية لإتمام عقد القران. وأضاف خلال أمسية نظمتها جمعية البر الخيرية في الخرج، بالتعاون مع مشروع التوفيق والإصلاح للزواج في مدينة الخرج مساء أول من أمس، أن الأبحاث العلمية أثبتت أن المرأة التي تتعرض إلى لمسة حانية من زوجها تقل تجاعيدها في المستقبل، وتنتظم دورتها الشهرية، وتكون قابليتها للإخصاب أقوى، وقدرتها على تحمل ضغوط الحياة أعلى. ولفت إلى أن أسباب الخلافات الزوجية تتباين بين مالية تتمثل في التقتير أو الإسراف، وتدخل آخرين في الحياة الزوجية، أياً كانوا أقارب أو معارف، والتقصير في حقوق أحد الطرفين، والانفعال والغضب والغيرة، وتعاطي المخدرات والتدخين، والضعف في أداء الصلوات، وكثرة الخروج من المنزل، والسفر المشبوه، إضافة إلى أسباب أخرى دراسية ووظيفية، مشيراً إلى أن المؤشرات والعلامات التي تهدد عش الزوجية تتلخص في الصمت الرهيب بين الطرفين، وجفاف المشاعر، وكثرة الجدل، إضافة إلى وقوع الطرفين في شراك الملل الزوجي. ولخص طرق العلاج في النظر إلى الأمور بحكمة، وحصر الخلاف، ومحاولة حله في يومه، وعدم جعله يتفاقم أياماً، ومواجهة المشكلة وعدم الانسحاب والتهرب أو استخدام أسلوب هجومي، ومحاولة امتصاص غضب الطرف الآخر والاعتذار بأدب. وأوضح الحليبي أن كلمة «طلقني» لا تعني بها الزوجة الرغبة في الانفصال، وإنما تقصد منها إشعار زوجها بحبها ومودتها، ومطالبتها له باحتوائها والاهتمام بها، لافتاً إلى أهمية تفهم الرجل لزوجته واستيعاب مشاعرها، ومعرفة مواطن التقصير تجاهها وإشباعها. وشدد على ضرورة تفهم المرأة لزوجها، واختيار الوقت المناسب لمناقشته، وعدم جداله بعد عودته من عمله، أو في حال إرهاقه، بل عليها ان تهيئ الجو لاستقباله بالتجمل له، إضافة إلى معاملته بما تحب هي ان يعاملها. وأكد أن معظم المتورطات في قضايا أخلاقية هن من المتزوجات، وعزا ذلك إلى حرمانهن العاطفي من أزواجهن. وقال: «وفقاً لدراسة سعودية حديثة، فإن 80 في المئة من المشكلات الزوجية وحالات الطلاق سببها الفراش، إذ إنه في حالات كثيرة يتحرج الطرفان من الإفصاح عن حقيقة ما يحتاجه من الآخر، ما يتسبب في اختلاق كل منهما أعذاراً ثانوية وأسباباً وهمية تدفعه إلى مجافاة الطرف الآخر، ما يسهم في ازدياد الفجوة بينهما، واللجوء إلى الطلاق في حالات كثيرة». وقدم الدكتور الحليبي بعض التدريبات التي تلعب دوراً مهماً في فهم متطلبات وحاجات كل طرف من الآخر، وعرض عدداً من الألعاب التي من شأنها تجديد الحياة الزوجية وكسر الملل والروتين، كما طالب الجهات المسؤولة بإلزام المقبلين على الزواج بالالتحاق بدورة تأهيلية، وجعلها شرطاً رئيسياً لإتمام عقد القران، وذلك لافتقار الكثيرين إلى فنون الحياة الزوجية.