أرجع وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ ما حدث في أنفاق الدمام وحي الفاخرية إلى كمية الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، واصفاً إياها بالفيضانات، معتبراً أنها حال مطرية نادرة تحدث كل أربعة عقود، مشدداً على أن أمانة المنطقة عملت على تشكيل خلية أزمة لسحب كميات مياه الأمطار المتجمعة في الأنفاق وحي الفاخرية، لافتاً إلى أن حجم كميات الأمطار التي سحبتها 16 مليون متر مكعب. وأشار إلى أن الوزارة تعمل حالياً على وضع خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة لمعالجة مشكلات تصريف الأمطار في جميع مناطق المملكة عامة، والشرقية خاصة. مؤكداً أن هناك تنسيقاً بين وزارته ووزارة المياه والبيئة لتنفيذ مشاريع لشبكات تصريف مياه الصرف الحي في عدد من الأحياء في حاضرة الدمام، ولفت خلال زيارة قام بها مساء أول من أمس (السبت)، إلى أن هناك أسباب عدة لما حدث، وأن الوزارة تعمل على درس جميع الأسباب والملاحظات لتلافيها مستقبلاً، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل حالياً على تنفيذ عدد من الخطط لمشاريع شبكات تصريف مياه الأمطار في المملكة بشكل عام. وقال شاهدت جميع ما تم تداوله في وسائل الإعلام، إضافة إلى ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو عما حدث في منطقة عسيروالشرقية، وأن الوزارة تقف مع جميع المتضررين صفاً واحداً، بيد أن عاصفة الأمطار لم تخلف أية إصابات أو وفيات وهذا هو الأهم. وذكر أن حي الفاخرية سيخضع لخطط مدروسة كما هي الحال في بقية المدن، وأن الوزارة تعمل على تنفيذ جميع مشاريعها بالتساوي وبشكل عادل من خلال تخصيص مشاريع تنموية وخدمية. إلى ذلك، قال أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير إن سبب غرق بعض الأحياء الجديدة، ومنها (الفاخرية) في الدمام، هو عدم تغطية أغلبها بشبكات الصرف الصحي. وعزا سبب تجمعات المياه بشكل كبير في الأنفاق إلى اندفاع كميات كبيرة من المياه على هيئة «سيول» من الطرق والأحياء القريبة إليها وفي الغالب تكون محملة ببعض المخلفات والحجارة ما شكل عبئاً إضافياً على المحطات وتسبب في إغلاق فتحات التصريف. وعلمت «الحياة» من مصادر خاصة بأن وزارة المياه والبيئة، خصصت خلال الفترة الماضية موازنة ضخمة لتنفيذ شبكات تصريف مياه الصرف الصحي في أحياء ضاحية الملك فهد بالدمام وحي العزيزية، وعدد من الأحياء في غرب مدينة الدمام، والذي يضم مساحة سكانية عالية. وأشارت المصادر إلى أن أمانة الشرقية شكلت خلية «أزمة» مؤلفة من عدد من الإدارات للتعامل مع كميات الأمطار الضخمة، التي شهدتها المنطقة الشرقية. وفي منطقة عسير، أنهى وزير الشؤون البلدية والقروية جولته الميدانية، حيث وقف على الأضرار التي شهدتها مدن المنطقة جراء الأمطار والسيول التي هطلت عليها، وشكل فرق عمل ميدانية مع بداية هطول الأمطار للوقوف على المناطق الحرجة التي شهدت تجمعاً لمياه الأمطار والسيول في منطقة عسير وكذلك المنطقة الشرقية ومحافظة الخرج، والرفع عاجلاً عن المناطق المتضررة، وحصر الأضرار الناتجة من تجمع مياه الأمطار وانجراف السيول، واقتراح الحلول الفنية والإجرائية العاجلة لمواجهة ذلك. من جانبه، أوضح المتحدث باسم الوزارة حمد العمر أن الوزارة تعكف على تنفيذ استراتيجية لتصريف مياه الأمطار والسيول في المدن والتجمعات السكانية بهدف حمايتها من أخطار الفيضانات، إضافة إلى تحديث الدراسات الهيدرولوجية السابقة مع الأخذ في الاعتبار القراءات المطرية للسنوات الأخيرة، وأهمية التعاون مع الجهات ذات العلاقة والمختصة بهدف تجميع ورصد المعلومات عن الحالات المناخية، واستخدام التقنيات الحديثة، كالأقمار الصناعية وأجهزة الإنذار، في متابعة سقوط الأمطار وجريان السيول، وتدريب وتأهيل المختصين في مجال إدارة أخطار الفيضانات، مع مراعاة إجراءات حماية المدن من أخطار السيول والفيضانات عند درس التوسع العمراني المستقبلي للمدن والتجمعات السكانية، وإعطاء المناطق والمواقع المنخفضة داخل المدن الأولوية في مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول.