حذّر طبيب اختصاصي في الطب الوراثي من خطورة زواج الأقارب، مؤكداً أن الدراسات أثبتت ارتفاع معدل خطر الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال من أزواج أقارب، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بينهم. وأشار رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي الدكتور زهير رهبيني، خلال افتتاح أعمال ورشة أمراض التخزين والترسبات الوراثية، إلى أن الخطورة في مثل هذا الزواج تكمن في الأمراض الوراثية التي يحمل جيناتها الزوج والزوجة، ومن أمثلة ذلك أمراض خلل التمثيل الغذائي، وغيرها مثل مرض الكبد (ويلسون)، وضمور المخ، إلى جانب أمراض الدم الوراثية التي تشمل الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا)، والأمراض التي تؤدى للفشل الكلوي. ولفت إلى احتمال تضاعف توارثها بالتزاوج بين الأقارب، مطالباً برفع مستوى الوعي الصحي الوراثي لدى أبناء المجتمع ومن هم في سن الزواج، من خلال تكاتف الجهات التعليمية والهيئات العلمية والمهنية داخل وخارج المملكة. ونوه بجهود إدارة مستشفى الأطفال والولادة بمكةالمكرمة وقسم الأطفال وشؤون التدريب وفريق اللجنة التنظيمية لإقامة هذه الورشة التي استمرت 8 ساعات، وعنيت بتوعية أطباء الأطفال الذين يعتبرون الخط الأول في معاينة ومتابعة مرضى الطب الوراثي وتوعيتهم في كيفية الاشتباه في الحالات وتشخيصها، وما هي العلامات الخطرة التي تجب مراعاتها عند علاج ومتابعة هؤلاء المرضى ومن ثم تحويلهم إلى ذوي الاختصاص في علاج أمراض الترسبات الوراثية، والتعريف بسبل الوقاية من هذه الأمراض وكيفية إعطاء المشورة الوراثية لعائلات المرضى، إذ إن نسبة تكرار هذه الحالات في مجتمعنا تعد أكثر المناطق في العالم بسبب زواج الأقارب. في حين أوضح مدير مستشفى الأطفال والولادة بمكةالمكرمة الدكتور أنس سدايو أن الورشة تعد الأولى لأمراض التخزين والترسبات الوراثية بمكةالمكرمة، وتعد من أهم الورش العلمية الحديثة التي استهدفت مناقشة الجوانب المتعددة في علاج وتشخيص هذه الأمراض الوراثية ومناقشة ما استجد من أبحاث في هذا المجال، خصوصاً المتعلقة بالعلاجات والتشخيص، وإيجاد نقاط تواصل بين الخبراء في ذات المجال ووضع سياسة طبية موحدة لمتابعة وعلاج هذه الأمراض. وأكد أن الورشة هي إحدى ورش الجمعية السعودية للطب الوراثي التي تعقدها بالتعاون مع مستشفيات الولادة والأطفال، ومنها مستشفى مكةالمكرمة، وذلك لزيادة الوعي والعلم بالأمراض الوراثية وتنسيق الممارسة الطبية للوراثة وإثراء البحث العلمي والتواصل التوعوي والمهني والاجتماعي. وفي السياق ذاته، أكد رئيس اللجنة التنظيمية للورشة الدكتور ضياء عرفة أن الورشة أعطت نبذة تعريفية عن الأمراض والترسبات الوراثية وكيفية حدوثها في جسم الإنسان، وكذلك التعريف بالتحاليل المساعدة في تشخيصها وطرق العلاج بشكل عام، إضافة إلى شرح مفصّل عن الأمراض الوراثية التي يوجد لها علاج، بجانب التعرف على الأمراض الوراثية التي تخضع حالياً للعلاج التجريبي وكيفية الوقاية من بعض الأمراض.