اعتمدت وزارة التعليم مشروعاً لتوفير وسائل نقل لحوالى ستة آلاف معلمة في المناطق النائية الوعرة وآلية تقييم استحقاق الخدمة، ويستهدف تخفيف معاناة المعلمات اللواتي يتنقلن للوصول إلى أماكن عملهم، وخدمة العملية التعليمية في تلك المناطق، في مقابل رسوم رمزية بحوالى 500 ريال في الشهر، بما يعادل ثلاثة ملايين ريال. ويعول على هذا المشروع في تخفيف معاناة آلاف المعلمات المغتربات، اللواتي فارق بعضهن الحياة وسالت دماءهن على أسفلت الطرقات بين المدن والقرى والهجر السعودية في انتظار اعتماد هذا المشروع. وأقر وزير التعليم رئيس مجلس إدارة شركة تطوير التعليم القابضة الدكتور أحمد العيسى تدشين بوابة إلكترونية تمكن المعلمات اللواتي تنطبق عليهن الشروط والمعايير من التقديم على الخدمة بيسر وسهولة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس). جاء ذلك خلال اجتماع العيسى الخميس الماضي مع الإدارة التنفيذية لشركة تطوير لخدمات النقل التعليمي في مقر الوزارة واطلاعه على الإطار التنفيذي للمشروع المتضمن التخطيط والتهيئة للتنفيذ. وشدد الوزير على أهمية استيفاء المشروع كل الجوانب التي من شأنها توفير «خدمة آمنة وموثوقة وذات مستوى مريح وملتزمة بمعايير الأمن والسلامة للحافلات والسائقين»، مؤكدًا أنه بمجرد انتقال المعلمة إلى العمل في موقع آخر يسقط اسمها تلقائياً من هذا المشروع. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة تطوير لخدمات النقل التعليمي الدكتور سامي الدبيخي، أن الاجتماع تناول عدداً من المحاور، منها استعراض الدراسات التي أجرتها الشركة في العاميين 1437-1438ه، وركزت على وضع تصنيف وتعريف واضح للمناطق النائية الوعرة وربطها بالبيئات التشغيلية، إضافة إلى تحليل ودراسة الوضع الحالي لخدمة النقل التعليمي في تلك المناطق، والتجارب العالمية المعمول بها في هذا المجال، إلى جانب تحديد مستوى الخدمة الأمثل وآليات التشغيل والتعاقد، ووضع مجموعة من المبادرات التحسينية لمستوى الخدمة، وإطار تنفيذي لها. وأشار الدبيخي إلى أن الشركة أعدت عدداً من الإجراءات التنفيذية أهمها تعريف وتحديد المناطق النائية الوعرة، وتحديد آلية استحقاق الخدمة ومعايير التنفيذ، وتطوير بوابة إلكترونية لتسجيل المعلمات وجمع ومعالجة بياناتهن ومتابعة وتقييم الخدمة المقدمة إليهن، واعتماد نموذج لتشغيل المشروع وآليات متابعة الخدمة وإعداد العقود والتعاقد، للبدء في تنفيذها ومتابعتها وتقييمها باستمرار. وعن كيفية استفادة المعلمات من الخدمة، بيّن أنه سيعلن عن بدء التقديم على الخدمة عبر البوابة الإلكترونية، مؤكداً أن المعلمات المستوفيات للمعايير سيتم إشعارهن من خلال وسائل الاتصال المدونة في البوابة عند التسجيل . وكان الدبيخي أعلن أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن الشركة بدأت فعلياً العمل لإنهاء الترتيبات كافة، والتهيئة المطلوبة لتنفيذ البرنامج ليتم إطلاق المرحلة التجريبية خلال العام 2017 على عدد محدود من المعلمات المشمولات بالخدمة، وسيكون هناك تدرج في التطبيق وصولاً إلى العدد المستهدف بنقل أكثر من ستة آلاف معلمة في المرحلة الأولى.