الدعوة إلى استفتاء رأي القراء في لحظة "ولادة" الموقع المتعثّرة تقنياً، وقد شهدها معظمكم، جاءت كمن يوجّه دعوة إلى العشاء في منزله، ويفاجأ بوصول المدعوين، وهو لا يزال يستعدّ ويتهندم. وما على صاحب الدعوة إلاّ أن يعجّل قليلاً في ترتيب هندامه ويرش الكولونيا ثم يخرج إلى مدعويه مبتسماً، وينسلّ بينهم. بالطبع، حال ذلك الرجل أفضل بكثير من حال موقع "دار الحياة" الذي ضبطه زوّاره، وهو بَعدُ في "المطبخ"، مرتدياً حلّة جديدة، ولكنها غير مرتّبة تماماً. فكان لا بد أن يحصل أحد أمرين: 1. أن يعتذر "دار الحياة"، وينسحب خفِراً، يرتّب هندامه ليعود ويطل من جديد. أو، 2. أن يبادر القرّاء إلى التنبيه، والمساعدة في ترتيبه. فيصبحون أصحاب حق في "الدار". والحق أن هذا ما حصل وما زال يحصل. كان صعباً بعض الشيء على "دار الحياة" أن يبصر النور من دون "دفشة" (دفعة) أخيرة، كما علّق أحد زملائنا في اليمن. شاشاتنا الداخلية كانت ترينا أشياء مختلفة قليلاً عمّا يمكن أن يراه عموم القرّاء. والسبب الأول هو التكنولوجيا الصعبة الترويض، فمن يريد "اللعب" معها عليه أن يتحمّل "خدوش براثنها". والسبب الثاني، اختلاف برامج تصفّح الإنترنت، وأفضلها للموقع الجديد فاير فوكس 3، وإنترنت أكسبلورر 7. لذا، كان لا بد من الخروج إلى القراء بجرأة... ورهبة شديدة. وهي حال أصابها في الصميم، تعليق القارئ شاكر العويني، من السليمانية (العراق)، بعنوان "كم أنت جريء في طلبك رأينا". ربما كان جريئاً قرار الاستفتاء المبكّر، ولكن... ولكن، لا جرأة حقيقية في التعبير بين "أهل الدار". الأخ شاكر لم يهمّه نشر رأيه، "فهذا آخر همّي... المهم أن لا أفقد قراءة جريدة تعزّ عليّ، بسبب كرهي لرؤيتها بهذا الشكل على الشاشة، أو الأسواء منه طباعتها...". إلاّ أنه كشف لنا عيوباً، كسواه من القراء. ولم يكن القارئ حسين الحاج على حق حين كتب "... يبدو أن هؤلاء الإخوة مبسوطين بجد وبيضحكوا على تعليقاتنا". فبفضل حرصكم وغيرتكم تمكّننا من رصد العلل والهنّات، وهي قيد المعالجة. والحق أن التعليقات على استطلاع الرأي انهالت علينا عبر الموقع أم هاتفياً أم مواجهة، منها للمديح ومنها للذم. فأدركنا مكانة "الحياة" لديكم. إلاّ أننا، وفي معرض رد الجميل إلى قرائنا، علينا تصويب بعض المعلومات: - "دار الحياة" في الحلة الجديدة، هو بوابة لثلاث مطبوعات، مع محتوى خاص به، وليس موقعاً لصحيفة "الحياة" وحدها. ولاحقاً، سوف يكون لمجلة "لها" موقعاً خاصاً، كما سينضم "الأرشيف" ليثري المحتوى... وكل أمر في حينه، لأن "دار الحياة" تعريفاً هو مشروع... مشروع طويل الأمد. - انتقاد الموقع الإلكتروني أمر وانتقاد المطبوعات الورق أمر مختلف، وهذا ما جاء في بعض التعليقات، ومنها تعليق الفنان الفوتوغرافي ماهر العابد. وعلى وظيفة الموقع (أو المواقع) الجديدة، ينطبق تعليق القارئ صباح علي غالب، "لا تجهد نفسك في البحث فنحن نقدّم لك ما تريد"، وقد استعرنا منه عنوان هذه المادة، مشكوراً. نعم، البوابة تقدّم أبرز ما في المطبوعات إضافة إلى مواد خاصة وتفاعلية، وفي الصفحة الرئيسية لكل مطبوعة أبرز ما في داخلها. ونعتقد أن من واجبنا اختيار مقالات ومواضيع لكتابنا، "الكبار" منهم والمغمورين أيضاً، كما في الموقع القديم تماماً، وليس كما قال الأخ تركي التركي في تعليقه "موقع الحياة السيئ والغبي"، أن الاختيارات يجب أن تكون لكبار الكتّاب. فهل من الغباء أن يُبرز "دار الحياة" ومواقعه كل كتّابه؟ أخيراً، لا نريد تقليد مواقع إلكترونية لصحف أخرى، فلكل منها توجّهه ومزاياه، مثلما لا يمكن تشبيه موقع لصحيفة واحدة بموقع متنوّع الوظائف لعدد من المطبوعات والنشاطات... لا بد من القفز إلى مغامرة، في وقت من الأوقات، وتقديم شيء مرن، قابل للنقد أولاً، ويسهل تعديله أو تغييره أو إلغاؤه إذا بدا عديم الجدوى... "غوغل"، مثلاً، ولسنا في صدد التشبّه بموقع متقدّم جداً، يتعطّل كثيراً، خصوصاً خدمة البريد "جي مايل"، ويدفع ثمن تعطّله، لكن الأهم أنه يقدّم خدمات ثم يخفيها إذا وجدها غير مفيدة... وأحياناً يحصل ذلك من دون أن ينتبه زوّاره. الأهم من كل ذلك، أن "دار الحياة" مشروع ينشد الاستمرارية بقدرات متواضعة (والذين علّقوا على كثرة الإعلانات كانوا يظلموننا بعض الشيء). وسيبقى "دار الحياة" "يقتات" وقتاً طويلاً على تعليقاتكم وملاحظاتكم. وقد فتح المجال لاستقبال مساهماتكم ليس فقط كقرّاء، إنما ككتاب ومساهمين في محتواه، ليس على مستوى التعليق فحسب، بل أيضاً على مستوى الأدب والفن والمجتمع والصحافة... وقد بدأت مساهمات مصورين وأقلام شابة تصل إلينا. ادّعاؤنا الوحيد هو أن زوّار الموقع شركاء، فهل أنتم مستعدون لهذه الشراكة؟ أخيراً، نوجّه الشكر لكل الذين اقترعوا وعددهم 2306، وبخاصة كل الذين (واللواتي) أدلوا بتعليقاتهم (وعددهم 32). والنتيجة النهائية ("الحياة" + "الحياة السعودية"): 41% جيد و59 في المئة سيئ. إضافة إلى من وردت أسماؤهم أعلاه، نودّ ذكر: ميمون. طلال العزام الذي علّق فائلاً: "... نحن العرب نكره التغيير، لا أدري لماذا؟..". هشام فهد اليحيى. كوليت بهنا، وهي إعلامية وأديبة وكاتبة درامية، أعجبها الموقع وتحب التجديد. هيما. طوني خياط. يوسف اليوسف. شكري. إبلا، وإيهاب عمر. وأخيراً، "أوساكا" ويبدو أنه خبير، ووجدنا في تعليقاته "البسيطة"، كما قال، خير معين. الدكتور بسام الخوري وقد أدلى بعدد من التعليقات، لاحظنا أنها تدرّجت من سيئ إلى أحسن. الدكتور علي العابدي. أكرم العجيلي. محمد المفتاح. ابراهيم البيطار. فيصل م الخليل. فائق السنوسي. غنوشي العزوز... ------------------------ * مدير محتوى "دار الحياة"