ألقت عملية انتخاب أعضاء مجلس النواب الأردني السادس عشر بظلالها على الدورة السابعة عشرة لمهرجان المسرح الأردني، التي شهدت مشاركة أجنبية للمرة الأولى، فقد توقفت جميع فعاليات المهرجان من عروض وورش مسرحية، وندوات فكرية وتكريمية وتقويمية، الثلثاء الماضي لتزامنها مع الانتخابات، لكن الضيوف «كسبوا» عوضاً عن ذلك رحلة سياحية إلى البتراء، مدينة الأنباط المنحوتة في الصخر التي اختيرت إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة. واختُتمت أول من أمس فعاليات المهرجان الذي انطلق مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وشهد مشاركة 8 عروض محلية، و5 عربية، و8 أجنبية. وتكرر في حفلة الافتتاح ما يحدث عادةً في المهرجانات المسرحية العربية، إذ خطف نجوم السينما والتلفزيون الأضواء من أصحاب الاحتفال أنفسهم، وهم المسرحيون المغمورون نسبيّاً مقارنةً بنجوم الشاشة. وكان من البديهي أن تجذب سميحة أيوب (مصر) وسوزان نجم الدين وسلوم حداد (سورية) عدسات الكاميرات واهتمام الجمهور وتغطيات وسائل الإعلام. وكرَّم المهرجان الإماراتيين محمد سعيد الضنحاني ومحمد سيف الأفخم والأردني سهيل إلياس، كما استضاف الإعلاميين أحمد عامر (تونس) وجان قسيس (لبنان) وكنعان البني (سورية). وشارك في ندواته الفكرية والتقويمية الدكتور أحمد سخسوخ (مصر) ورفيق علي أحمد ورندة الأسمر (لبنان) والمنصف السويسي (تونس). وكرَّم المهرجان رائد المسرح الأردني هاني صنوبر، الذي تحدّث عن مسيرته وموهبته كلٌّ من نقيب الفنانين حسين الخطيب وخالد الطريفي وغنام غنام (الأردن)، والقطَري غانم السليطي في ندوة خاصة. كما ألقى المخرج الدكتور مخلد الزيودي ورقةً نيابة عن الدكتور مؤيد حمزة. واحتفى المهرجان بتجربة المسرحي المصري الراحل الدكتور عبد الرحمن عرنوس، وتحدث في الندوة المخصصة عنه المصريان الدكتور أحمد سخسوس وعمرو قابيل والسوري فائق عرقسوسي والأردني خالد الطريفي. واشتملت فعاليات المهرجان على ندوة فكرية بعنوان «الكوميديا بين الفلسفة والتهريج»، جاءت في ثلاثة محاور بحثت في «الكوميديا وشروطها تاريخيّاًَ» و»الكوميديا وفلسفة الضحك» و»الكوميديا السياسة». والجديد في دورة المهرجان لهذا العام هو فتح المجال أمام المشاركة الدولية في فعالياته، بحسب أمين عام وزارة الثقافة جريس سماوي، الذي قال إن هذه التظاهرة المسرحية تهدف إلى إيصال «أبي الفنون» النبيل إلى المواطن العادي، لا قَصْره على النخبة. وأكد سماوي حرص وزارته على وضع آلية تضمن حالاً تفاعلية مع دارسي الفنون في الجامعات، وخصوصاً الإفادة من الورشتين المسرحيتين الإيطالية «ما وراء الحدود» والفنلندية «مساحات أخرى»، بما يتيح اكتساب الخبرات وتبادل التجارب. وعلى رغم ذلك، فطلبة الجامعات، أي الشريحة المستهدَفَة من مثل هذه الورش، بدت غائبة، فالورشة الفلندية المتخصصة بالحركة والصوت، شارك فيها 4 متدربين، فيما أشرف عليها 8 مدربين! وعزا أحد الطلبة المشاركين عزوف دارسي الفنون عن الورشة، إلى تزامن محاضراتهم مع موعد عقد الورشة. واحتجّ مسرحيون عرب كادوا يغادرون المهرجان، على ما أسموه «المعايير المزدوجة» في التعامل مع الضيوف، بعدما علموا أن ممثلة تلفزيونية من «الدرجة الرابعة» بحسب تعبيرهم، تقيم في فندق «خمس نجوم»، بينما اختير لإقامتهم فندق «ثلاث نجوم»، بينما أفادت مصادر مطلعة في المهرجان، أن وجودها في هذا الفندق جاء على نفقتها الخاصة. وشارك في المهرجان من المسرحيات العربية: المصرية «أوبريت الدرافيل»، التونسية «خيوط العشقة»، الفلسطينية «48 دقيقة من أجل فلسطين»، العراقية «كامب»، المغربية «كفر ناعوم». أما العروض الأجنبية فهي: الكندية «آخر 15 ثانية»، السويسرية «سماء خفيفة»، القبرصية «أمريكانا»، الإيطالية «اليوم ال77»، البلغارية «ستيفان»، اليونانية «عودة الحب الأول»، والنمساوية «بلا ظل». وقال مدير المهرجان حكيم حرب، إن «قلّة الحضور العربي نسبيّاً، ناتجة من المعايير الصارمة في انتقاء العروض المشاركة من عشرات العروض التي أبدت رغبتها في المشاركة». وشاركت من الأردن العروض التالية: «مواطن اسمه ه» من إخراج محمد الضمور، «أوبرا القروش الثلاثة» لزيد مصطفى، «أكلة لحوم البشر» لعلي الجراح، «الحياة حلم» لحسين نافع، «سكان الكهف» لخليل نصيرات، «وحيدان في الانتظار» لمحمد بني هاني، «سفر مؤاب» لمخلد الزيودي، و»مونولوجات غزة» من إخراج غاندي صابر. واختيرت هذه العروض للمشاركة في المهرجان بعد فوزها كأفضل عروض في موسمَي الربيع والصيف المسرحيين 2010.