فوجئ أحمد عبد النبي عندما علم أن جاره محمد عودة مرشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة حين أعطاه بطاقة يبين فيها برنامجه الانتخابي قبل أسبوع من يوم الاقتراع من دون أن ينصب أي لافتة أو يعلق أي ملصق انتخابي في منطقة سكنه أو الشوارع المحيطة به. ويقول محمد عودة، المرشح على قائمة مستقلة، إن «الأسلوب السابق في الدعاية الانتخابية الذي يتمثل برفع لافتات في الشوارع أسلوب مكلف وغير مجد، إذ إن اللافتات غالباً ما تتعرض إلى التلف قبل انتهاء فترة الترويج الانتخابي، كما أنها عرضة للتمزيق من جانب الخصوم أو المخربين». وأضاف أن «الملصقات باهضة الثمن خصوصاً وأنك لا تستطيع طباعتها إلا ضمن موسم الانتخابات حين تكون قد عرفت تسلسلك في القائمة، ما يجعل المطابع ترفع السعر بسبب ازدياد الطلب على عملها في هذه الفترة، لذلك لجأنا إلى طبع البطاقات التي تتطلب ما لا يتعدى خمسة في المئة من الأموال التي تُصرف على إعلانات الشوارع الباهضة الثمن، بالإضافة إلى أجور نقلها ونصبها وإبدال التالف منها». وتابع إن «القوائم الكبيرة والمرشحين المعروفين غالباً ما يقومون بحجز أهم الأماكن في المحافظة والتي تشهد حركة مرورية كبيرة، لذلك فإن المرشحين من القوائم الصغيرة حتى لو فكروا بنصب لافتات في الشوارع فلن يجدوا فراغاً في الأماكن التي تشهد كثافة مرورية طوال اليوم». وتشرع القوائم التي كانت لها تجارب انتخابية بنصب لافتات كبيرة في الأماكن المهمة في المحافظة قبل فترة الترويج الانتخابي، وتحمل هذه اللافتات شعارات حول خدمة المواطن أو محاربة الإرهاب دون الإشارة إلى اسم القائمة الانتخابية أو الائتلاف لكون التعريف بالقوائم الانتخابية قبل بدء فترة الترويج يعتبر خرقاً يحاسب عليه الكيان، وبعد بدء فترة الترويج تقوم هذه القوائم برفع الملصقات السابقة وتنصب الملصقات الخاصة بكيانها أو المرشحين البارزين فيه بعد أن قامت بحجز المكان المزدحم مرورياً. ويبين المرشح عارف عبد الرزاق، المرشح في قائمة جديدة تخوض الانتخابات للمرة الأولى، أن «استخدام أسلوب البطاقات الانتخابية الصغيرة يعود إلى أسباب كثيرة، منها هو إيماننا بأن الناس لن تنتخب من لا تعرفه، لذلك لافائدة من الملصقات واللافتات، وعدنا إلى طبع البطاقات التي لن نوزعها إلا على من نعرفهم. كما أننا نعطيهم كمية أخرى يوزعونها على من يعرفونهم ويطلعونهم على برنامجنا». وأضاف أن «البطاقة تسمح لك بكتابة برنامجك الانتخابي بالكامل بينما اللافتة التي تنصب في الشارع لا يمكن أن تحمل برنامجاً، فضلاً عن إنك يمكن أن تصل إلى الناخب بطريقة أكثر هدوءاً عبر البطاقة التي سيتعرف بها عليك، بينما من الصعب أن يتعرف عليك وهو ينظر إلى صورتك في الشارع وسط ضجيج السيارات». وتقول المرشحة زينب علوان إن «اعتمادنا على البطاقات يأتي لكوننا مرشحين عن قوائم جديدة لا تملك مالاً كافياً لمنحه لمرشحيها، حيث إن القوائم الكبيرة والمعروفة تمنح مالاً لبعض المرشحين فيها، أو تخفض لهم سعر الطبع في المطابع التابعة لها». وأوضحت أن «القوائم الكبيرة تدعم المرشح على قدر شهرته ومكانته لذلك فهي تعطي 30 لافتة و3000 بطاقة ترويجية لكل مرشح فيها، ويزداد هذا العدد تبعاً لتأثير المرشح الذي تحاول القائمة دعمه بقوة ليجلب لها أصواتاً أكثر ولتكون السبب في فوزه».