لم يغلَق الباب تماماً أمام تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض رئيساً لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا، وهو التعيين الذي طلبت إسرائيل من إدارة دونالد ترامب عرقلته في الدقائق الأخيرة. وفيما تعالت أصوات كثيرة أميركية وإسرائيلية وأوروبية عارضت الموقف الأميركي، يدور الحديث عن أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعكف على إعداد «صفقة» يتم بموجبها تمرير تعيين فياض في مقابل تعيين مسؤول إسرائيلي في منصب رفيع في المنظمة الدولية، وفي هذه الحال تم استمزاج رأي وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، الشخصية الثانية في حزب «المعسكر الصهيوني» المعارض، لهذا المنصب (للمزيد). وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لمح أمس، إلى أن إسرائيل كانت وراء إحباط الولاياتالمتحدة تعيين فياض. وصرح قبل اجتماع حكومته الأسبوعي، بأن هذه المسألة طُرحت أمامه قبل أيام، و «قلت إنه حان الوقت لتكون تبادلية في العلاقات بين الأممالمتحدة وإسرائيل، ولا يعقل أن نوزّع كل الوقت الهدايا المجانية على الجانب الفلسطيني... حان الوقت لتعطي (الأممالمتحدة) المكانة والتعيينات للجانب الإسرائيلي. وفي حال كان التعيين ملائماً سندرس الموضوع». ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن معارضة تعيين فياض تأتي بعد وصفه في رسالة التعيين بأنه ممثل «فلسطين»، ومعارضة وصول مسؤول فلسطيني إلى هذا المنصب الرفيع في المنظمة الدولية. وأفادت الصحيفة بأن غوتيريش اتصل بليفني لتعيينها مساعداً له، وأن هذا التعيين يأتي في سياق صفقة تبطل بموجبها الولاياتالمتحدة معارضتها تعيين فياض. غير أن مكتب ليفني أكد أنها لم تتلقّ اقتراحاً رسمياً، وفي الوقت ذاته لا يُعرف إن كان نتانياهو يوافق على تعيين شخصية من المعارضة لمنصب رفيع في الأممالمتحدة. ولم يعجب هذا التدخل في شؤون الأممالمتحدة كلاً من فرنسا والسويد، اللتين تصدتا للموقف الأميركي وأبدتا استعداداً للاختلاف معها، فأعلنتا الثقة بخيار غوتيريش وبكفاءة فياض. كما لاقى تدخل إدارة ترامب ضد تعيين فياض انتقادات كثيرة، خصوصاً من السفير الأميركي السابق مارتن إنديك الذي عزاها إلى تدخل البليونير الأميركي اليهودي صديق رئيس الحكومة الإسرائيلية شيلدوون أديلسون، وطلبه مباشرة من صديقه الرئيس ترامب خلال العشاء الذي جمع بينهما الخميس الماضي، إحباط التعيين. كما اعتبر السفير الأميركي السابق في إسرائيل دان شابيرو، المعارضةَ الأميركية «غباء مقلقاً».