رام الله، الناصرة، الرياض، نيويورك، بروكسيل، باريس، موسكو - «الحياة»، أ ف ب - جاء تأكيد الإدارة الأميركية عن «خيبة الأمل العميقة» من اعلان السلطات الاسرائيلية توسيع البناء في المستوطنات الاسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلتين ليعكس التحدي الذي تمثله حكومة بنيامين نتانياهو لمساعي واشنطن في تحقيق حل الدولتين، فيما تواصلت ردود الفعل الدولية المستنكرة الاعلان الاسرائيلي. وتكبل الخطوات الاسرائيلية أيدي المسؤولين الأميركيين لجهة تفادي البيت الأبيض مواجهة نتانياهو قبل ترتيب الأوضاع مع الكونغرس الجديد وكونها تهيئ لموقف فلسطيني أكثر تشدداً وأقل استعداداً لقبول تنازل في تجميد الاستيطان. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أعلن أول من أمس أن واشنطن تشعر ب «خيبة أمل شديدة» من قرار توسيع البناء في مستوطنتين «في مناطق حساسة من القدسالشرقية». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي التقى نتانياهو قبل ساعات من الكشف عن المخططات الاستيطانية الجديدة في القدسالمحتلة قوله إنه لا يفهم ماذا يريد نتانياهو، مضيفاً، خلال لقائه رؤساء المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، انه ليس متأكداً من مدى جدية حديث نتانياهو عن السلام، «ونحن حقاً لا نعرف ما هي نيته عندما يقول إنه مستعد للتوصل إلى اتفاق سلام ودفع ثمن مؤلم». ووصف مراقبون الاعلان الاسرائيلي بأنه «محاولة من نتانياهو لامتحان المناخ الجديد في واشنطن» بعد فوز الجمهوريين والمدى الذي ستذهب به ادارة أوباما للضغط على حكومته. ويحاول أوباما ايجاد أرضية مشتركة مع الجمهوريين في المرحلة الأولى الأمر الذي يصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي. إلا ان الفلسطينيين لا يبدو أنهم سيقبلون في هذه الظروف بأقل من تجميد كامل للاستيطان وضمانات حول القدسالشرقيةالمحتلة. وحضّت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي على الاعتراف فوراً بالدولة الفلسطينية رداً على قرار إسرائيل توسيع الاستيطان. وقال صائب عريقات في بيان ان «هذا القرار المنفرد الاخير لاسرائيل يتطلب تحركاً دولياً حاسماً للاعتراف فوراً بالدولة الفلسطينية في حدود 4 حزيران (يونيو) 1967». وفي غضون ذلك تواصلت الردود المنددة بإعلان اسرائيل استئناف الاستيطان. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال لقائه مع نتانياهو الاثنين، عن «القلق من استئناف البناء ومن الإعلان الأخير حول بناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية»المحتلة. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عن «القلق العميق» من قرار الحكومة الاسرائيلية، وطالبتها بالتراجع عن قرارها. وذكرت في بيان «ان المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة امام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلاً». وذكرت بأن الاتحاد الأوروبي «لن يقر بأي تعديل لحدود ما قبل 1967، بما في ذلك القدس، باستثناء ما يتفق عليه الطرفان». وفي باريس عبر الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو عن «الأسف الشديد» لقرار اسرائيل، وطالب تل أبيب «بإلحاح بالعودة عن القرار» كما اعربت موسكو عن «قلقها الشديد» من القرار الاسرائيلي». وحمّل الأمين العام للجامعة عمرو موسى إسرائيل المسؤولية المباشرة عن انهيار الجهود الجارية لاستئناف المفاوضات، مؤكداً «أهمية التوجه إلى مجلس الأمن لعرض القضية برمتها واتخاذ ما يلزم إزاء تلك الإجراءات غير المشروعة». كما انتقد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي القرار الاسرلائيلي. كما دانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع الاستيطان وبناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة، ووصف الأمين العام للمجلس عبدالرحمن بن حمد العطية، هذه التصرفات ب «العدوانية والاستفزازية، وتشكل إعاقة لجهود تحقيق السلام في المنطقة».