شدد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل على أهمية درس تاريخ المملكة العربية السعودية للتعرف إلى «مراحل التطور التي مرت بها وصولاً إلى موقعها المرموق بين دول العالم المعاصر». ووصف الإصلاحات التي تجرى في المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها «من أهم مراحل بناء دولة عصرية يتعمق فيها شعور الولاء والمواطنة والحفاظ على مكتسبات الوطن والمضي بها قدماً إلى الأمام». جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها في جامعة سيراكيوز ليل أول من أمس، وحضرها عدد من الأكاديميين والمهتمين بدراسات الشرق الأوسط في الولاياتالمتحدة. وعرض الأمير تركي الفيصل في بداية المحاضرة الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية ومكانتها الدينية والتاريخية ودورها في قيام الحضارة العربية والإسلامية، مشيراً إلى «الأوضاع التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن ال 20 وإلى الإنجاز التاريخي العظيم الذي حققه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في توحيد أجزاء المملكة وبسط الأمن والعدل في ربوعها وإرساء دعائم دولة إسلامية حديثة تأخذ بأسباب النمو والتطور بثقة واقتدار». وقال إن «تطور المملكة واجه مختلف التحديات منذ بداية مرحلة التأسيس، غير أن السياسات الحكيمة التي انتهجها قادة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز، وحتى الوقت الحاضر كان لها دور كبير في تجاوز تلك التحديات، والتي كان من أبرزها مشكلات الغلو والتطرف وممارسات الإرهاب وتداعيات حرب تحرير الكويت وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) خلال السنوات الماضية». وأشار إلى «الجهود التي بذلها قادة المملكة في مجال التطوير والإصلاح وترسيخ ثقافة السلام والحوار، وقال إن من معالم هذه الجهود إصدار نظام الحكم الأساسي، وتكوين مجلس الشورى ومجالس المناطق، وإصدار نظام هيئة البيعة إلى جانب العدد الكبير من الأنظمة الإدارية والتنظيمية التي صدرت لمواكبة تطور المملكة في مختلف المجالات». وأشار إلى «النتائج الإيجابية التي أسفر عنها برنامج الحوار الوطني الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوصفه ملتقى للمشاركة في بحث اهتمامات المجتمع السعودي، وتوسيع دائرة الحوار حول القضايا العامة». ولفت إلى «عمق الشعور الوطني الذي عبرت عنه الاحتفالات التي أقيمت في مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية»، وقال إن وكالات الأنباء العالمية «اهتمت بوصف الاحتفالات باليوم الوطني في تقاريرها الإخبارية»، منوهاً بدور «الإعلام والصحافة السعودية في ممارسة حرية التعبير وطرح قضايا المجتمع، وذلك إلى جانب اهتمام المسؤولين في الدولة بتوفير الحقائق والمعلومات، ومتابعة القراء في المملكة لما تنشره وسائل الإعلام الخارجية». كما أشار إلى افتتاح عدد من مكاتب وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية في المملكة ودورها في متابعة ونشر أخبار المملكة على مستوى العالم.