كوالالمبور، واشنطن - أ ف ب - اعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في كوالالمبور أمس، ان «قلب» تنظيم «القاعدة» لا يزال في منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، على رغم ان نفوذها يمتد الى شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا. وقال غيتس إن «زعماء القاعدة يواصلون التحرك خارج منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية، اذ يقدمون المشورة ويحددون الأولويات ويمنحون الشرعية لفروع القاعدة التي تنشط في مناطق اخرى بينها شبه الجزيرة العربية خصوصاً اليمن، وفي المغرب العربي شمال افريقيا». وأضاف بعد لقائه وزير الدفاع الماليزي احمد زاهد حميدي: «تستطيع الولاياتالمتحدة الاعتماد على حلفاء اقوياء لمكافحة القاعدة بينهم فرنسا وماليزيا ذي الغالبية المسلمة. لا نحارب وحدنا بل مع اصدقاء اوفياء يرون ان من مصلحتهم الشخصية مكافحة الإرهاب، وإنني واثق بأنه ستتوافر لدينا السبل والقدرة على مواصلة هذه المعركة». على صعيد آخر، بدأ القاضي الفيديرالي جون بايتس النظر في قانونية لائحة اعدتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) بأسماء اشخاص مطلوب تصفيتهم، وذلك بعدما طعن ناصر العولقي، والد الإمام اليمني الأميركي الأصل انور العولقي، بشرعية اللائحة التي تضمنت اسم نجله الذي يشتبه في انه احد قادة «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» وأنه العقل المدبر لسلسلة اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة، علماً انه دعا في شريط فيديو بثته مواقع متشددة اول من امس الى قتل اميركيين «دون مشاورة احد». وترفض ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما الإقرار رسمياً بوجود هذه اللائحة، لكن مصادر تحدثت عن ورود اسم العولقي على لائحة «المطلوب القبض عليهم او تصفيتهم». وأعلن جميل جعفر، احد محامي رابطة الدفاع عن الحقوق المدنية الأميركية التي تتهم، بالتعاون مع مركز الحقوق الدستورية، الإدارة الأميركية بإصدار حكم بإعدام العولقي من دون محاكمة ان «الدعوى استثنائية لا سابق لها»، فيما طالبت الإدارة بإسقاط الدعوى، مهددة باللجوء الى مبدأ سر الدولة لإسقاط الشكوى التي «تمثل تدخلاً من قبل القضاء في شؤون السلطة التنفيذية». وقال محامي الإدارة الأميركية في مرافعته إن «صدور أمر قضائي سيعطي زعيم القاعدة في شبه جزيرة العرب القدرة على مواصلة التخطيط لشن عمليات ضد الولاياتالمتحدة»، علماً ان الإدارة تملك الحق في استخدام القوة ضد مواطنين اذا رأت انهم يشكلون خطراً على الأمن القومي. ويفترض ان يصدر القاضي بايتس الذي طرح اسئلة عدة على الطرفين في جلسة استغرقت ثلاث ساعات، قراره خلال بضعة اسابيع في شأن اذا كان سيقرر متابعة السير في الدعوى او اسقاطها. والأسبوع الماضي، اصدرت السلطات اليمنية التي تخضع لضغوط متزايدة من الولاياتالمتحدة للقضاء على «القاعدة»، قراراً ب «القبض القهري» على العولقي الفار من العدالة اثر اتهامه بالانتماء الى «القاعدة» والتحريض على قتل اجانب، وذلك في اول دعوى قضائية ضده. وكان «تنظيم القاعدة في اليمن» تبنى محاولة تفجير طائرة اميركية فوق ديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأكد ايضاً انه وراء تحطم طائرة شحن اميركية في دبي، وإرسال طردين مفخخين قبل اسبوعين من اليمن الى الولاياتالمتحدة، قبل ضبطهما في دبي وبريطانيا. وقال مسؤولون يمنيون سابقاً انهم لن يسلموا العولقي الى الولاياتالمتحدة، علماً ان زعيم «تنظيم القاعد في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي تبنى الإمام العولقي في رسالة صوتية قبل شهور. واتهم المستشار الأميركي لشؤون الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب جون برينان العولقي بإقامة علاقات مع الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الأميركي نضال حسن الذي قتل 13 من زملائه بالرصاص في قاعدة «فورت هود» في تكساس نهاية العام الماضي. الى ذلك، دافع مدير الاستخبارات الأميركية جيم كلابر عن عملاء الجهاز، بعدما اشار تحقيق الى تجاهل تحذيرات في شأن الأميركي ديفيد هيدلي المشبوه بالتورط في اعتداءات مدينة مومباي الهندية نهاية عام 2008. وقال: «حتى لو امتلكت السلطات الأميركية معلومات عن هيدلي قبل الاعتداءات فلم تتوافر عناصر كاملة تدل على انه تآمر بهدف ارتكاب عمل ارهابي في الهند، لذا لم تنقل الإدارة الأميركية معلومات حول هيدلي الى الحكومة الهندية قبل الهجمات، علماً ان واشنطن لم تربط هيدلي بالإرهاب الا العام 2009، أي بعد اعتداءات مومباي». وووافق هيدلي المولود من أب ديبلوماسي باكستاني سابق وأم أميركية بيضاء محتجز حالياً في الولاياتالمتحدة على الاعتراف بذنبه بالمشاركة في تدبير اعتداءات مومباي التي اسفرت عن مقتل 166 شخصاً، في مقابل عدم تسليمه الى الهند.