أكد رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي أمس، أن النظام الإيراني «أصبح اليوم يمثل تهديداً للأمن القومي العربي من خلال استمرار احتلاله الجزر الإماراتية، وتدخله السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية من طريق إثارة الصراعات والنزاعات الطائفية». وقال السلمي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الثاني للبرلمان العربي ورؤساء البرلمانات والمجالس العربية أمس: «إن إيران تقوم بتشكيل ميليشيات مسلحة تحل محل الدولة ومدها بالأسلحة لخلق الأزمات وإدارة الصراعات في المنطقة العربية». وأشار إلى إصدار المسؤولين الإيرانيين تصريحات عدوانية ضد الدول العربية، وبخاصة البحرين واليمن، لافتاً إلى أن عدوانية النظام الإيراني «وصلت إلى استغلال فريضة الحج، التي هي شعيرة إيمانية تعبدية، لأغراض سياسية، وذلك للإمعان في هذا التدخل السافر ضد أمن واستقرار وسلامة المجتمعات والدول العربية». وأكد السلمي خطورة التهديد للأمن القومي العربي الذي تمثله إسرائيل من خلال احتلالها البغيض للأراضي العربية في فلسطين وسورية وجنوب لبنان، وممارساتها العنصرية البغيضة ضد الشعب الفلسطيني. وقال: «إن هذه الأخطار المحدقة بالدول والمجتمعات العربية تتطلب منا جميعاً شعوباً وحكومات، أفراداً وجماعات، مؤسسات حكومية ومدنية، رؤية موحدة أساسها التضامن العربي والمصير العربي المشترك، للتصدي لهذه الأخطار بإرادة عربية موحدة تضمن وحدة وسلامة المجتمعات والدول العربية وعدم السماح للدول الإقليمية أو الدول الفاعلة على الساحة الدولية بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية». وأوضح أن انعقاد مؤتمر البرلمان العربي ورؤساء البرلمانات العربية السنوي يأتي استناداً إلى الفقرة الثامنة من المادة الخامسة من النظام الأساسي للبرلمان العربي، والتي تطلب من البرلمان العربي التعاون والتنسيق مع البرلمانات الوطنية في الدول الأعضاء لتعزيز وترسيخ البعد الشعبي ودوره في مسيرة العمل العربي المشترك. وأشار إلى أن اجتماع رؤساء المجالس والبرلمانات الوطنية في الدول العربية مع البرلمان العربي في هذا المؤتمر يعد أعلى درجات التعاون والتنسيق والتشاور لبلورة رؤية عربية موحدة، تمثل مواقف وتطلعات الشعوب العربية في القضايا العربية الكبرى والاستراتيجية، مضيفاً: «إننا على ثقة تامة، بإذن الله تعالى، بأن هذا المؤتمر سيشكل قوة دفع حقيقية للارتقاء بمسيرة العمل العربي المشترك إلى المستويات التي نبتغيها جميعاً، ليشكل رافداًَ رئيساً في مسار تجديد مناهج العمل العربي المشترك في إطار منظومة جامعة الدول العربية». وتابع: «أصبح من الضروري تكريس دور ممثلي الأمة العربية وإسهامهم في إضفاء البعد الشعبي على منظومة العمل العربي إدراكاً للمسؤوليات والأدوار والمهمات لبرلماناتنا ومجالسنا ضمن سياق تطوير الآليات والهياكل لمنظومة العمل العربي المشترك، وترتيب البيت العربي من الداخل، وتعزيز التضامن العربي».