يفتح التشدد الدولي في حظر مشاركة اللاعبين الروس في بطولات عدة، استناداً إلى التورّط الكبير في تناول المنشطات برعاية «رسمية»، الباب أمام فئة جديدة من الرياضيين تُعدّ «نظيفة»، ويسرّع دخولها باكراً المنافسات الكبرى. وإذا كان الاتحاد الروسي لألعاب القوى كشف أخيراً أسماء 31 رياضياً تقدّموا بطلبات للمنافسة دولياً كمحايدين، بينهم سيرغي شوبنكوف بطل العالم لسباق ال 110 أمتار حواجز، تفادياً للحظر المفروض، فإن مجلس إدارة الاتحاد الدولي صادق الاثنين الماضي على توصيات لجنة العمل تمديد عقوبة استبعاد روسيا الموقوفة منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 عن المشاركة في المسابقات الخارجية بسبب برنامج تعاطي المنشطات، وبالتالي ستغيب عن بطولة العالم المقررة في لندن من 4 إلى 13 آب (أغسطس) المقبل. وأكّد رئيس مجموعة العمل المستقلة النروجي روني أندرسن عقب اجتماع مجلس الاتحاد الدولي في كاب - داي قرب موناكو، أن «روسيا ليست جاهزة». غير أن باباً موارباً للمشاركة يُبقي أملاً ل «حياديين»، على غرار لاعبة الوثب الطويل داريا كليتشينا، الوحيدة التي استطاعت المنافسة في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية خلال الصيف الماضي، شرط أن يلبوا معايير عدة، منها مثلاً ألا تكون أسماؤهم وردت في تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، وأن يكونوا خضعوا لفحوصات وتحاليل دورية في الأعوام الأخيرة تظهر «نظافتهم»، ما ينطبق حتى الساعة على كليتشينا ومواطنتها «الشاهد الملك» العداءة يوليا ستيبانوفا «اللاجئة» في الولاياتالمتحدة، التي فضحت وزوجها فيتالي الموظّف السابق في الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا) جانباً رئيساً من هذا الملف «القذر» والتلاعب بعينات مأخوذة من رياضيين. كما يؤمل بأن يلحق بهما آخرون يستوفون الشروط، ما يخولّهم خوض غمار بطولة أوروبا التي ستقام من 3 إلى 5 آذار (مارس) المقبل في بلغراد. لكن «البشرى» الأهم التي أعلنها رئيس الاتحاد الدولي لورد سباستيان كو، أنه لن «توضع عوائق» أمام الرياضيين الروس دون ال18 سنة المؤهلين، كذلك الأمر بالنسبة إلى الفئة العمرية دون ال 15 سنة، التي تنتظرها منافسات بطولة العالم في كينيا خلال تموز (يوليو) المقبل. والتصميم الدولي على الإقصاء الروسي يقضي على آمال كثر لن يجدوا الفرصة متاحة لإعادة تلميع صورتهم وتنظيف سمعتهم، لا سيما أن مسلسل تجريد «متنشطين» من جنسيات عدة من ميدالياتهم الأولمبية مستمر. فقد أعادت اللجنة الأولمبية الدولية حتى الآن فحص أكثر من 1250 عينة، واكتشفت مواد محظورة لم يكن في الإمكان تحديدها أثناء إقامة دورتي «بكين 2008» و «لندن 2012». وآخر العنقود إعلان محكمة التحكيم الرياضي (كاس) أول من أمس، تجريد العدّاءة الروسية ماريا سافينوفا- فارنوسوفا من ألقابها كلها (من 26/7/2010 إلى 19/8/2013) بينها ذهبية سباق ال800 متر في دورة لندن، وإيقافها 4 سنوات (بدءاً من 24/8/2015) بسبب المنشطات، مشيرةً إلى «أدلة واضحة» تثبت تورّطها منذ ما قبل انطلاق بطولة أوروبا لألعاب القوى في برشلونة 2010 وحتى بطولة العالم في موسكو 2013. ومن تداعيات «تقرير ماكلارين» أيضاً، خسارة روسيا حق استضافة بطولة العالم للبياثلون عام 2021 في مدينة تيومن السيبيرية. واتخذ الاتحاد الدولي للعبة الشتوية التي تمزج بين الرماية والتزلج للمسافات الطويلة (تزلّج العمق)، قراره بعد مناقشات طويلة لتقرير ماكلارين في شأن التنشّط الممنهج الذي كشف 31 حالة بين الرياضيين الروس. وسبق لروسيا أن تخلت من تلقاء نفسها عن استضافة بطولة العالم للشبان لهذا العام في هذه اللعبة، مبررةً قرارها بأنها تريد وضع حد لأي شبهات وإشاعات.