رويترز، أ ف ب - ذكر مصدر ميداني أن منظومة الدفاع الجوي اليمني اعترضت أمس صاروخين أطلقهما المسلحون الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح على مواقع القوات الحكومية في مدينة المخا، على ساحل البحر الأحمر. وأوضح المصدر ل «الحياة» أن الحوثيين أطلقوا الصاروخين من منطقة يختل نحو مواقع القوات الحكومية شرق المدينة. وشنت مقاتلات التحالف العربي 14 غارة على مواقع الحوثيين في مديريتي المخا وموزع. وقال المصدر إن سبع غارات استهدفت مواقع تمركز قناصة الحوثيين في الضاحية الشمالية لمدينة المخا، وأربع غارات على مواقع في منطقة يختل، وثلاث غارات على تجمعات في معسكر خالد بمديرية موزع. وكانت قوات الشرعية اليمنية أحكمت أمس سيطرتها على مدينة المخا بعد أسابيع من المعارك مع الحوثيين، في تطور ميداني يعطي زخماً جديداً لحملتها الهادفة إلى استعادة المناطق الواقعة على البحر الأحمر. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم قيادة المنطقة الرابعة محمد النقيب، أن معركة المخا والميناء «انتهت تماماً وتم دحر المتمردين منها وأجبروا على الفرار إلى منطقة يختل شمالاً على بُعد خمسة كيلومترات». وأضاف النقيب أن القوات الحكومية بدأت تحضّر «لمرحلة ثانية من معركة الساحل، هي التقدم نحو مناطق جديدة في الحديدة»، بينما أشارت مصادر عسكرية إلى أن مقاتلات التحالف العربي «قصفت بكثافة» في الساعات الأخيرة مواقع للمتمردين في مناطق عدة في الحديدة. وذكر سكان في الحديدة أن المتمردين اعتقلوا ستين شخصاً خلال اليومين الماضيين في المدينة بتهمة موالاة الحكومة. وعبّر بيان للأمم المتحدة عن مخاوف من استهداف المدنيين في المخا عمداً من جانب مسلحين مرتبطين بالحوثيين. وجاء في البيان: «تشير تقارير محل ثقة إلى أن قناصة مرتبطين بالحوثيين أطلقوا النار على أسر أثناء محاولتها الفرار من بيوتها في مناطق تحت سيطرة الحوثيين.» ومع انتقال القتال باتجاه الساحل، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مدنيين حوصروا بالفعل وسط القتال في الحديدة وكذلك في مدينتي تعز وذباب. وطالبت اللجنة بالسماح للمدنيين بالمغادرة إلى مواقع أكثر أمناً وبتوفير الرعاية الطبية للجرحى كما يقضي القانون الدولي. من جهة أخرى، سقط مساء أمس عدد من القتلى والجرحى في مواجهات وقعت بين مدرسين ومسلحين من جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح في مديرية الزاهر بمحافظة الجوف. واندلعت المواجهات بعد أن اعترض الحوثيون مدرسين كانوا في طريقهم لتسلم رواتبهم من الحكومة الشرعية. وهذه هي المرة الثانية التي يمنع فيها الحوثيون المدرسين من تسلم رواتبهم، بحجة أنهم يقبضونها من الحكومة الشرعية، ما يعني اعترافاً بها منهم. وقال مصدر محلي إن الوضع لا يزال متوتراً ولم تنتهِ الاشتباكات، وخصوصاً أن المعلمين ينتمون إلى قبائل من الجوف، وهذا الأمر جعل عشرات المقاتلين يأتون لنجدة أبنائهم في مواجهة الميليشيات». ووجهت أمس ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء من أجل تقديم مساعدة عاجلة لتجنب حصول «كارثة». وحذرت دراسة أجرتها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، ومقرهما في روما، ومنظمة «يونيسيف» من أن 17,1 مليون يمني من أصل 27,4 مليون، يجدون صعوبة في تأمين الغذاء. ومن أصل هذا العدد يحتاج 7,3 مليون إلى مساعدة غذائية عاجلة، بزيادة ثلاثة ملايين عن صيف 2016، كما أعلنت الوكالات الثلاث في بيان مشترك. ولفتت الوكالات إلى أن نسبة سوء التغذية بلغت مستوى «حرجاً»، إذ باتت تطاول أكثر من 15 في المئة من السكان في أربع محافظات، هي أبين وحضرموت وتعز والحديدة.