لم يدر في خلد سكان حي الموسى (جنوب غرب الرياض)، أن طفح مياه الصرف الصحي سيتقاسم معهم حياتهم في شوارعهم وبيوتهم وحتى مياه خزاناتهم، وما ينجم عنه من روائح كريهة وحشرات، وتصدع في جدران البيوت، فضلاً عن الخسائر المالية لطلب صهاريج شفط مياه المجاري كل يومين أو ثلاثة. وأشار سكان الحي الذين لم يتجاوز عمر مساكنهم أربعة أعوام، أن مشكلة مياه الصرف الصحي سببت تشققات في الشوارع، وأحدثت حفراً عميقة تعيق السير والتنقل، إضافة إلى كثرة الحشرات والتلوث البيئي، فيما أشار آخرون إلى أن المشكلة أفرزت هبوطاً في البنيه التحتية للمنازل، واختلاط المياه الصحية في مياه المجاري، وضعف في طبقات الأسفلت أدى إلى خروج مياه المجاري والمياه الجوفية إلى سطح الأرض، وكثرة المستنقعات في الحي، وانقطاع الكهرباء عن بعض المنازل التي وصلت المياه إلى تمديداتها، مبينين أنهم رفعوا آلاف الشكاوى إلى الجهات المختصة ولم يتلقوا سوى الوعود. وقالت عضو المجلس البلدي في الرياض علياء الرويلي إنها زارت الحي السبت الماضي، وتبادلت الحديث مع السكان الذين كشفوا لها معاناتهم وتحملهم قروض وديون لشراء منازلهم، وفي نهاية المطاف تتعرض إلى خطر السقوط، فضلاً عن صحتهم المهددة في الخطر بسبب تلوث مياه الشرب والروائح الكريهة وتكاثر الحشرات. وأضافت: «لم أنس حديثي مع المواطنة أم فهد التي وصفت معاناتها والدموع تملأ مقلتيها، بعدما كانت فرحتها لا توصف بالحصول على قرض وشراء بيت العمر». من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي للمجلس البلدي في الرياض في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن المجلس البلدي يتابع معاناة حي الموسى في الرياض، ووجه برقية إلى أمير المنطقة فيصل بن بندر وأخرى إلى وزير المياه والبيئة والزراعة عبدالرحمن الفضلي. فيما طالب حيان الحيان (أحد سكان الحي) بحل موقت إلى حين حل المشكلة، وذلك بتوفير صهاريج شفط لمياه المجاري بشكل دوري مجاناً، مبيناً أنها صارت عبئاً عليهم وتحتاج إلى موازنة خاصة كل شهر، لافتاً إلى أن مياه الصرف تمتلئ بصورة سريعة وبحاجة إلى تصريف، وأن الأرض قد تكون صخرية لا تتسرب منها المياه إلى الداخل، مشيراً إلى أن ابنته أصيبت بحساسية جراء تلوث المياه. وشكت بدرية الحمود، وهي أم مطلقة، من الأضرار التي لحقت بمنزلها بسبب المشكلة، وقالت: «لم تدم فرحتي بالمنزل الجديد بعد فترة طويلة من الايجار، إذ فوجئت بالأضرار الناجمة عن تسرب المياه، ما أثر على جدران المنزل»، مطالبةً بإيجاد الحل السريع حتى لا تتفاقم مشكلة المنزل ويتعرض إلى السقوط. أما أمجد الغامدي فأشار إلى أن الصهريج الذي ترسله شركة المياه لا يصل ويتأخر في أحيان كثيرة، ما اضطر السكان إلى اللجوء صهاريج الشفط بالأجر بكلفة تراوح بين 200 إلى 300 ريال، وأضاف: «أحد السكان أصبح يطلق على منزله هم العمر بدل بيت العمر، وغيرهم لقبوا الحي بحي المنكوبة المنسي». وعن البلاغات، أفاد أن الجواب منذ أعوام كان: «ابشروا الحي من اهتماماتنا وأولوياتنا»، ولا جديد حتى الآن، وأضاف الغامدي: «سنواصل إيصال صوتنا إلى المسؤولين، وأثق أنهم لو كانوا يعلمون بحالنا لما رضوا أن نعيش في هذه المعاناة، واللوم يقع على بعض المسؤولين في تجاهل البلاغات والشكاوى، ولدينا ما يثبت أننا اجتهدنا في كل السبل». وأردف: «لم يتبق لنا سوى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إذ تم إطلاق وسم معاناة حي الموسى بالرياض»، وغرد فيه ناصر المرشدي: «إن كان هذا الحي الواقع جنوب غربي العريجاء، فوضعه طبيعي بالنظر إلى أنه كان وادياً تم ردمه ومن سمح بذلك يجب أن يحاكم»، وقال عسكر الميموني: «مجاري ومستنقعات وشوارع حفر في حفر ومناقصات وهدر ثروات الوطن، أين المحاسبة لردع كل مسؤول مقصر». أمير «الرياض» يطالب بمعالجة مشكلة الصرف في «طويق» وجّه أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر شركة المياه الوطنية بسرعة تنفيذ شبكات الصرف الصحي لكامل مخطط الموسى في حي طويق بمدينة الرياض، الذي يعاني من تسرّبات الصرف الصحي، وظهور المستنقعات، وما يسببه ذلك من تدهور الوضع البيئي وتدني مستوى السلامة العامة والإضرار بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة. وأكد أمير الرياض على الشركة ضرورة استمرار وتكثيف عمليات نزح المياه منه، ورفع الضرر عن المواطنين. ويعاني الحي من عدم توافر شبكة الصرف الصحي التي تخدم الحي، وفاقم من حدة المشكلة أن طبيعة الحي الجيولوجية ذات نفاذية ضعيفة جداً تمنع تسرب المياه إلى باطن الأرض، وبالتالي فإن نظام الخزانات المنزلية (البيارات) لا يعمل بالكفاءة التي يعمل بها في بقية أجزاء المدينة غير المخدومة بشبكة الصرف الصحي، ما يؤدي إلى طفح هذه المياه على سطح الأرض وإتلاف طبقة الأسفلت.