أبلغ مصدر وزاري بارز في الجزائر «الحياة» بأن ثلاثة على الأقل من أعضاء الحكومة سيترشحون خلف رئيسها عبد المالك سلال في لائحة الحزب الحاكم للانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، إن سلال تلقى على ما يبدو الضوء الأخضر من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لخوض سباق الانتخابات الاشتراعية، ما يسهل إعادة تعيينه عملاً بأحكام الدستور التي تقضتي «استشارة الرئيس للحزب صاحب الغالبية أثناء تعيين الحكومة». ويبقى ترشح رئيس الوزراء، غير معلن رسمياً ومبني على معطيات حكومية. وذكر وزير حالي التقته «الحياة» بأن ترشح سلال بات في حكم المؤكد، وقد يترشح معه ثلاثة وزراء هم الهادي ولدي علي وزير الشباب والرياضة، ونوري عبدالوهاب وزير السياحة وأيضاً شلغوم عبدالسلام وزير الفلاحة. وفي حال تأكد ترشح سلال على رأس لائحة الجزائر العاصمة ل «جبهة التحرير الوطني»، فإن لذلك تفسيراً واحداً وهو أن بوتفليقة يفكر في تجديد الثقة فيه بعد إعلان النتائج، احتكاماً لنص الدستور المعدل في السابع من شباط (فبراير) 2016. وتنص المادة 77 من التعديل الدستوري على أن الرئيس «يعيّن الوزير الأول وينهي مهماته بعد استشارة الغالبية البرلمانية»، وذلك بعدما كان يعينه من دون الرجوع إليها في السابق. ويعتقد أن حزب «جبهة التحرير الوطني» (الحاكم)، سيحتفظ بغالبيته البرلمانية في الانتخابات التي ستجرى في الرابع من أيار (مايو) المقبل. وتشكل لوائح العاصمة رمزية كبيرة في تقدير أحزاب الموالاة، لذلك يتم فيها الدفع بأبرز القيادات المرشحة لتولي مناصب عليا، كرئاسة الوزراء أو «المجلس الشعبي الوطني» (البرلمان) بما أن رئاسة الأخير تلزم عضوية المجلس أولاً، ما يعني ايضاً أن الرئيس قد يحتفظ بخيار تجديد الثقة بسلال على رأس البرلمان واختيار شخصية أخرى لرئاسة الحكومة. وتحتدم معركة لوائح العاصمة في كثير من الأحزاب، لذلك لم يحسم كثير منها في هوية متصدر اللائحة كما نشبت خلافات في هذا الشأن بين أحزاب إسلامية متحالفة حديثاً، كما هي الحال بين تحالف «جبهة العدالة والتنمية» و «حركة النهضة» و «حركة البناء الوطني». ويحاول عبدالله جاب الله زعيم «العدالة والتنمية»، الدفع بالقيادي حسن عريبي ليرأس لائحة الحزب، لكن الأخير يرفض أن ينضم اليها عبدالقادر بن قرينة وهو وزير سابق من قياديي «البناء الوطني»، فيما تريد حركة «النهضة» الدفع بالنائب يوسف خبابة على رأس اللائحة، وهذا الخلاف لم يتم الفصل فيه بعد داخل هذا التحالف الجديد. وحاول عبدالرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» التقليل من شأن «معركة لوائح العاصمة»، وقال مقري ل «الحياة» أمس، إنه «شخصياً لا يفكر في ترؤس اللائحة»، مضيفاً أن «تحالفنا مع جبهة التغيير لا يطرح هذه الإشكالية». وأضاف: «حتى السيد عبدالمجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير إذا رغب في الترشح فنحن متنازلون له في محافظة باتنة التي يتحدر منها». وفي المقابل، قد يترشح الوزير السابق عمار غول على رأس لائحة حزبه «تجمع أمل الجزائر» الموالي للسلطة في العاصمة، وكذلك لويزة حنون زعيمة «حزب العمال».