عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السجالات العلنية مع أعضاء في مجلس الشيوخ، على رغم توجه الكونغرس أمس إلى المصادقة على تعيين وزير الصحة توم برايس، غداة الموافقة على وزير العدل جيف سيشنز. وفي تحوّل عن توجيه سهامه إلى القضاء في قضية الهجرة، انقض ترامب فجأة على متجر «نوردستروم» بعد قراره وقف بيع العلامة التجارية لابنته إيفانكا. في الوقت ذاته، كان لافتاً دخول العلاقات مع بكين مرحلة خفض توتر، مع ترحيب بكين برسالة لترامب إلى نظيره الصيني شي جينبينغ، أبدى فيها الرئيس الأميركي استعداده للعمل على «تطوير علاقة بناءة تعود بالفائدة على الولاياتالمتحدة والصين على السواء» (للمزيد). وأوحت رسالة المعايدة لمناسبة رأس السنة الصينية، برغبة ترامب في تحسين العلاقات الصينية- الأميركية التي شهدت توتراً حول مواضيع عدة منذ فوزه في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. إلا أن اختياره توجيه رسالة للرئيس الصيني بدل التحدث إليه عبر الهاتف كما فعل مع أكثر من عشرة قادة حول العالم، يمكن أن يفسر على أنه دليل فتور مستمر. غير أن الناطق باسم الخارجية الصينية لو كانغ، أشاد بالرسالة في مؤتمر صحافي أمس، قائلاً: «نحيّي الرئيس ترامب على المعايدة التي أرسلها إلى الرئيس شي جينبينغ والشعب الصيني»، وأضاف أن «التعاون هو الخيار الوحيد للبلدين». وبعد تصريحات نسبت لمرشحه للمحكمة العليا نيل غورسيتش ينتقد فيها ما قاله ترامب عن القضاء الأميركي بأنه «مسيّس»، فتح الرئيس الأميركي النار على السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنتال الذي نقل بعد اجتماعه بغورسيتش أن الأخير وصف هجوم ترامب على القضاء بأنه «محبط» و «مثبّط للهمم»، ما أثار عاصفة إعلامية. ورد الرئيس الأميركي عبر «تويتر» في ساعة مبكرة صباحاً، بأن بلومنتال يكذب كما كذب حول رصيده في حرب فيتنام. إلا أن الناطق باسم غورسيتش عاد وأكد موقف القاضي، والذي قد يساعده في تثبيت استقلاليته لنيل مصادقة مجلس الشيوخ. كذلك شن ترامب هجوماً على السناتور الجمهوري جون ماكين الذي انتقد الغارة الأميركية الأخيرة في اليمن، واعتبر أن أي غارة «يموت فيها جندي أميركي» لا يجوز أن توصف ب «ناجحة». واعتبر ترامب في تغريدة أن كلام ماكين «يساعد الأعداء». وفي خروج عن المألوف في نهج أسلافه، هاجم ترامب متجر «نوردستروم» لمقاطعته العلامة التجارية لابنته إيفانكا، وهو ما اعتبره البعض تجاوزاً للأصول ينذر بتضارب مصالح، باعتبار أن تدخل الرئيس هو بمثابة تسويق مباشر لمنتجات تجارية. وفي السياسة الخارجية، كان متوقعاً أن يتحدث مايك بنس نائب الرئيس مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي ينتظر أن يقوم بزيارة قريبة لواشنطن. ونقلت «سي أن أن»، عن حال ارتباك في الوسط الديبلوماسي الدولي إزاء سياسة ترامب والتناقضات داخل الإدارة حيال روسيا وملفات خارجية. غير أن التناقض الأبرز، تجسد في خطوة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي اعتبرت أمس، أن الأمر الذي أصدره ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة خطأ، علماً أن أمر ترامب صدر بعد ساعات من استقباله ماي في واشنطن في أول اجتماع مع زعيم أجنبي. وقالت ماي لدى سؤالها عن الأمر خلال مؤتمر صحافي أمس: «اعتقدنا أن هذا كان خطأ ومثيراً للانقسام، إنها ليست سياسة يمكن أن تتبناها المملكة المتحدة».