عادت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى الأضواء أمس، مع انفتاحها على قياديين من الحزب الديموقراطي ولقائها نائب الرئيس السابق آل غور لمناقشة قضية تغيّر المناخ. تزامن ذلك مع استعجال والدها التعيينات الوزارية، إذ رشّح بن كارسون لوزارة الإسكان، ويستكمل مشاوراته حول حقيبة الخارجية. لقاء إيفانكا - غور في نيويورك أمس، أتى وسط تكهنات عن ممارستها دوراً أكبر في عهد ترامب، وتركيزها على مسائل «ليبرالية» لمدّ جسور مع الديموقراطيين، مثل حقوق المرأة في العمل والاحتباس الحراري. وبثّت شبكة «سي أن أن» أن إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر سينتقلان من نيويورك للإقامة في واشنطن، وتقديم استشارات للرئيس المُنتخب، بسبب قربهما منه، علماً أن اسم كوشنر يُتداول مبعوثاً محتملاً إلى الشرق الأوسط. وأعلن ترامب أمس، تعيين بن كارسون وزيراً للإسكان وتطوير المدن. والأخير جرّاح متقاعد ومحافظ بات أول أسود ينضم إلى الفريق الحكومي للرئيس المُنتخب، علماً أنه نافسه على ترشيح الجمهوريين. ووصف ترامب كارسون ب «رجل لامع متحمس لعمل التلاحم بين المجتمعات». لكن نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب، اعتبرت أنه يفتقر إلى أي مؤهلات للمنصب، مشيرة إلى أنه «خيار مقلق». واكتسى بحث ترامب عن وزير للخارجية بعداً آخر، بعد انتقاده بكين إثر تنديدها بتلقيه اتصالاً هاتفياً من رئيسة تايوان تساي إينغ وين، هو الأول منذ حوّل الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الاعتراف الديبلوماسي من تايوان إلى الصين عام 1979، معترفاً بتايوان جزءاً من «صين واحدة». والتقى ترامب أمس، ريكس تيليرون مدير شركة «أكسون» العملاقة للنفط، وهو من الأسماء المحتملة للخارجية، مع استمرار الحديث عن السفير السابق في بكين جون هانتسمان، على رغم أن الرئيس المنتخب لم يلتقه بعد. وعلّق ترامب على انتقاد بكين امتناعه عن التنسيق معها في شأن اتصاله بتساي، إذ كتب على موقع «تويتر»: «هل سألتنا الصين إن كنا نوافق على خفض عملتها (وهذا ما يعقّد مهمة شركاتنا في مجال المنافسة)، وعلى أن تفرض ضريبة مرتفعة جداً على موادنا المصدرة إليها (الولاياتالمتحدة لا تفرض ضرائب عليها)، وعلى تشييدها مجمّعاً عسكرياً ضخماً في بحر الصين الجنوبي؟ لا أعتقد ذلك». وبعدما لفت مايك بنس، نائب ترامب، إلى أن المكالمة كانت من قبيل «المجاملة لا أكثر»، ولا تستهدف إظهار تحوّل في السياسة الأميركية تجاه الصين، رأى النائب الجمهوري دانا روراباشر، المرشح أيضاً لتولي حقيبة الخارجية، في الأمر «رسالة رائعة (تفيد) بأننا لم نعد لقمة سائغة، وبأن هناك عواقب لأفعال (الصينيين) العدائية والعدوانية». وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن استراتيجية ترامب للتصعيد ضد الصين ناقشها فريقه ومستشاروه قبل أكثر من ستة أشهر، وقبل نيله ترشيح الحزب الجمهوري في حزيران (يونيو) الماضي. وأضافت أن مستشارَي ترامب، بيتر نيفارو وغاري ألكسندر، يحرّضان على بكين، وشجعا تلقيه اتصالاً من تساي. أما وكالة الأنباء الرسمية التايوانية، فأفادت بأن إدوين فيولنر، مؤسس معهد «هيريتيدج فاونديشن» (مقرّه واشنطن)، كان «شخصية حاسمة» في إقامة قنوات اتصال بين الجانبين. وشدد ناطق باسم تساي على أن «لا تعارض» بين علاقات تايبه ببكينوواشنطن في آنٍ، فيما دعت الوزيرة التايوانية لشؤون الصين شانغ هيسياو يوه، بكين إلى مناقشة المسألة في «شكل هادئ»، مشددة على أن الاتصال «ليس استفزازياً»، وزادت: «تثمّن الحكومة العلاقات (مع الصين)، وأكدت الرئيسة مراراً أن تايوان لن تعود إلى طريقة المواجهة القديمة». في المقابل، قال ناطق باسم الخارجية الصينية إن «فريق عمل الرئيس ترامب» يدرك «الموقف المعلن» لبكين في هذا الصدد. إلى ذلك، حضّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الفريق الانتقالي لترامب على نيل توصيات وزارة الخارجية، قبل الاتصال بزعماء أجانب.