أدى محمد عبد الله فارماجو رئيس الوزراء الصومالي السابق الذي تابع تحصيله العلمي في الولاياتالمتحدة، القسم الدستوري أمس، رئيساً جديداً للصومال في الانتخابات التي أجريت في مجمع مطار مقديشو الذي يخضع لإجراءات أمن مشددة. ودوت أصوات إطلاق النار في أرجاء المدينة احتفالاً بفوزه. وأقرّ الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود بالهزيمة، بعدما اتضح أنه لا يمكنه الفوز في جولة ثالثة. وقال فارماجو للمشرعين في قاعة داخل المطار الذي تحميه حيطان مضادة للقنابل: «هذا انتصار للصومال وللصوماليين». وكان النواب اجتمعوا أمس، لانتخاب الرئيس بعد تأجيل لشهور، وفي ظل تهديدات متشددي «حركة الشباب». وكان 14 ألفاً من شيوخ وشخصيات بارزة في البلاد اختاروا 275 نائباً في البرلمان و54 عضواً لمجلس الشيوخ، بدأوا الإدلاء بأصواتهم أمس، للاختيار بين الرئيس الحالي حسن شيخ محمود المرشسح لولاية ثانية متتالية و21 منافساً آخر له. وتأهل إلى الجولة الثانية من الاقتراع 3 من المخضرمين السياسيين من عشيرتين رئيسيتين في البلاد. وحل الرئيس الحالي حسن شيخ محمود (61 سنة)، من قبيلة الهوية وهو أستاذ جامعي سابق، أولاً، حاصداً 88 صوتاً، يليه رئيس الوزراء السابق محمد عبدالله محمد مع 72 صوتاً وهو من قبيلة الدارود، والرئيس السابق شريف شيخ أحمد مع 49 صوتاً وهو من قبيلة الهوية. وأعلن فارماجو فائزاً في الجولة الثانية، بعد انسحاب شيخ محمود. وأدى التهديد الذي تمثله «حركة الشباب» التي عادة ما تشن هجمات في مقديشو ومناطق أخرى إلى إلغاء خطة لمنح كل بالغ صوتاً في الانتخابات بسبب تحديات تأمين مراكز الاقتراع. وقال ضابط في الشرطة: «شددنا إجراءات الأمن ولدينا ثقة في أن المشرعين الجدد سينتخبون أو يعيدون انتخاب المرشح الذي يعتقدون بأن بإمكانه إنقاذ الصومال». وسمع دوي انفجارات عدة، ناجمة ربما عن قذائف مورتر في أنحاء العاصمة في وقت متأخر من مساء أول من أمس. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في المدينة التي شهدت تشديد الأمن في إطار التحضير للانتخابات. وقال مسؤول صومالي أمس، إن مسلحين من حركة الشباب اقتحموا فندقاً في بوصاصو عاصمة منطقة بلاد بنط شبه المستقلة الواقعة إلى الشمال على الساحل وقتلوا 4 حراس، بينما لقي مهاجمان حتفهما. ونفت الحركة اضطلاعها بأي دور في الهجوم. وتبادل مرشحو الرئاسة الاتهامات بشراء ولاء مشرعين، ما أثار تصريحات نفي غاضبة من بعضهم. وقالت شبكة مرقاتي وهي منظمة غير حكومية تعمل على مكافحة الفساد إن عشرات آلاف الدولارات مُنحت لأفراد لضمان تأييدهم في الانتخابات. ويقول المانحون الغربيون الذين كثيرا ما ينتقدون حكومة محمود بسبب الفساد إن التصويت أبعد ما يكون عن المثالية لكنه يمثل خطوة متواضعة إلى الأمام بالمقارنة بالعام 2012.