ارتدت مجلة «نيوزويك» الأميركية حلة جديدة الأسبوع الماضي، في محاولة منها لجذب مزيد من القراء، بعدما تدهورت أرقام مبيعاتها من 3 ملايين و130 ألف نسخة عام 2006، إلى نحو 2،6 مليون العام الحالي. والتحديث الأخير الذي أجرته الأسبوعية الأميركية الشهيرة، ربما يكون الأشمل والأعمق منذ تأسيسها عام 1933، إذ لم يقتصر على الشكل فقط، بل على مضمون المجلة والصيغة العامة لها. فراحت «نيوزويك» تبتعد في تغييراتها الأخيرة عن صيغة «المجلة الإخبارية» (مثل منافستها الأميركية «تايم»)... مقتربة من صيغة المجلة التحليلية (مثل مجلة «ذا إيكونوميست» الأسبوعية البريطانية). ولفت رئيس تحرير «نيوزويك» فريد زكريا في افتتاحية العدد الأخير، إلى ان المجلة التي تملكها مجموعة «واشنطن بوست» منذ العام 1961، ستتضمن في صيغتها الجديدة نوعين من الموضوعات عموماً: الأول قوامه المراسلة السردية، وهي مقالات تتمحور حول الآراء الجديدة والوقائع المكتشفة حديثاً تكشف عن الأمور المهمة والمثيرة للاهتمام، والثاني سيتخذ شكل مقالات جدلية قائمة على المنطق المدعوم بالأدلة، والتي تحاول إثبات نقطة ما. وأوضح ان الضحية الأساسية هي الموضوعات الإخبارية المحضة، مؤكداً ان «نيوزويك» ستلتزم معايير صارمة: «هل نأتي حقاً بشيء جديد إلى الجدال؟ عندما تندلع أعمال العنف في الشرق الأوسط، هل سنكتب شيئاً جديداً في شأنها؟ هل تتمتع صورنا وتصاميمنا بقيمة استثنائية؟ إذا كان الجواب إيجابياً، فسنغطيها». وقالت كاثلين ديفني، إحدى مسؤولات إدارة المجلة: «سنركز على جمهور محدود وأكثر حماسة»، موضحة ان عدد النسخ سينخفض من 2.6 مليون الى 1.5 مليون بحلول كانون الاول (ديسمبر) المقبل، وان سعر الاشتراك سيرتفع.