دعا المشرف على الجناح السعودي في معرض القاهرة الدولي للكتاب دريبي الدريبي إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجامعات والمؤسسات العلمية، بهدف بناء جسور الحوار والتواصل بين المثقفين والمفكرين والإعلاميين وقطاعات المجتمع الأخرى، في السعودية ومصر، وتكثيف إصدار الدراسات والإصدارات والترجمات المعنية بالحوار والتفاهم على أسس من الموضوعية العلمية والنزاهة الفكرية، وصولاً إلى قاعدة من الفهم المشترك. كما دعا المؤسسات العلمية والجامعات في العالم الإسلامي إلى مزيد من التعاون فيما بينها في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، بما يستجيب لقضايا المجتمع ومتغيراته، ويلبي حاجاته الحقيقية في ميادين المعرفة والبحث العلمي. أوضح الدريبي على هامش المشاركة السعودية في معرض القاهرة، أن مثل هذه المحافل الدولية، من معارض ثقافية وعلمية ودينية، التي يأتي زائروها من جميع بلدان العالم «يجب أن تعكس صورة المملكة وأن تبذل كل الجهود للخروج بمثل هذا التنظيم والترتيب، اللذين يظهران حضارة المملكة في المكانة العالمية التي تستحقها، وكي يرى الزائر أن هناك وعياً ثقافياً وانفتاحاً فكرياً وحضارياً تشهده المملكة على المستويات والأصعدة كافة»، مشيراً إلى أن أن هناك مكتبة متخصصة تضم أحدث الإصدارات العلمية والكتب القيمة من نتاج وحصاد الجامعات السعودية، إضافة إلى وجود رسائل علمية ومخطوطات يمكن الاستفادة منها، من خلال زيارة الملحقية الثقافية بالقاهرة، مع إمكان الاستعارة، لتبادل المنفعة والنتاج العلمي. إلى ذلك، كان المشرف على جناح المملكة استقبل وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي. وأبدى النمنم إعجابه بدقة التنظيم الجيد لصالات عرض الكتب بالجناح، متوقفاً عند إصدارات دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، وبعض الجامعات. واستمع الوزير إلى شرح من مسؤولي معمل «صناعة كسوة الكعبة المشرفة» عن طرق ومراحل حياكتها وتطريزها، وشارك النمنم في نسج بعض خيوط كسوة الكعبة لهذا العام. وقال النمنم إن العلاقات الثقافية المصرية السعودية ممتدة وطويلة ومتبادلة، وكلا البلدين يتأثر بثقافة الآخر، مثمناً اختيار مصر ضيف شرف لمهرجان الجنادرية هذا العام، معتبراً أن ذلك دليل على عمق ومتانة العلاقة بين البلدين. وعن أهمية مشاركة السعودية المعارض والفعاليات الثقافية المصرية، أكد النمنم أنه لا بديل عن مشاركة المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، «كونها مشاركة ذات أهمية كبرى؛ وتشكل ثقلاً كبيراً للمعرض»، مشيداً باللوحة الكبيرة الموجودة في بهو الجناح والمدون بها مقولات خالدة لملوك السعودية عن مصر، وجاءت كلها لتمتدح مصر وأهميتها الكبرى للأمة العربية والإسلامية. وفي ختام جولة الوزير داخل الجناح قام الدريبي بإهدائه نسخة من كتاب «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رائد النهضة الحديثة»، وكتاب «مسالك الأندلس» الصادر عن الملحقية الثقافية السعودية بإسبانيا. وكان الدريبي حضر حفلة توقيع المجموعة الكاملة للشاعرة السعودية شفيقة عبدالقادر الجزار، بدار الجندي، التي تضم دواوين «نسائيات» و«أنا التي خُلقت أنثى» و«ومضات أنثى» و«همسات أنثى» و«دموع أثنى» و«أنا وحفيدي». وأشادت الشاعرة بالاهتمام بالأدباء والمثقفين السعوديين في المحافل الثقافية. كما أكدت الجزار تقدم الثقافة والأدب السعودي وازدهاره، وأن حضور المرأة السعودية في الإعلام والثقافة العربية «أصبح محل اهتمام لما تقدمه من إضافة للحياة الثقافية السعودية والعربية»، منوهة بهذا الاهتمام الإعلامي السعودي بحضور المرأة السعودية ثقافياً وأدبياً، وأنها أثبتت جدارتها في مجالات الثقافة والفنون كافة. وأضافت الجزار أن المملكة «تشهد طفرة ثقافية وأدبية كبرى في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكل الثقافة والفنون بالمملكة». وأهدت الشاعرة نسخاً من أعمالها الأدبية والشعرية للملحقية الثقافية السعودية، تسلمها المشرف على إدارة الجناح بالمعرض.