سعت أمانة الأحساء إلى درس مكامن الخلل الذي تسبب في تراجع مبيعات التمور، ومعها جهد «المزارعين»، على مدى عقود مضت، ما تسبب في إضعاف الاقتصاد الزراعي في أكبر واحة نخيل على وجه الأرض، إيماناً منها بمسؤوليتها الوطنية تجاه الإسهام في تدعيم التنوع التسويقي لأهم منتجات الأحساء الزراعية «التمور»، فنتج من ذلك إطلاقها مهرجان تسويق تمور الأحساء «ويّا التمر أحلى» الذي يخطو خطوته الرابعة بالشراكة مع غرفة الأحساء. وجاء تحرك الأمانة هذا في الوقت المناسب، إذ توفرت عناصر النجاح عبر شباب طموح ومفعم بالرغبة الجامحة في إنجاح هذا المهرجان الوطني بامتياز، ولا سيما حينما يكون ذلك النجاح مرتبطاً باقتصاد ومصير شريحة عريضة من أبناء الوطن، وهم المزارعون. ويستحوذ ركن سوق التمور على غالبية زائري المهرجان، إذ يتدفق آلاف لشراء التمور يومياً، الأمر الذي أسهم في ارتفاع نسبة المبيعات في شكل لافت عن النسخة السابقة، قدرها بعض التجار وأصحاب المصانع بنحو 60 في المئة، وهذا يعد مؤشراً كبيراً للمبيعات. وبحسب «الصناع» فإن منصة تسويق التمور تعرض أكثر من 100 صنف من التمور المصنعة، وقدروا كميات التمور المصنعة المعروضة يومياً بقيمة إجمالية تراوح بين أربعة وخمسة ملايين ريال، لافتين إلى أن العرض يتجدد بصورة شبه يومية، كما أكدوا أن حجم الإقبال على الشراء الفردي تجاوز السنة الماضية بنسبة بلغت 38 في المئة. ويرى الاقتصادي المهندس نعيم المطوع أن المهرجان «أحدث حراكاً اقتصادياً عبر بعدين، أولهما استغلال إجازة منتصف العام في توفير مكان رحب للعائلات، وتعزيز استقرار الأسر داخل المحافظة، والجانب الثاني يتمثل بارتفاع سعر بيع التمر «ليس بالثمن الذي لم يتغير»، وإنما تعزز سعر التمر المصنع، إذ شهدنا سعر ربع الكيلو يباع بسعر 20 ريالاً، وهذا يعادل قيمة مضاعفة أربع مرات لو بيع فرادى، وهذا دليل واضح على أننا كلما عملنا على تسويق التمر وتصنيعه بمنتجات تحويلية مختلفة، كالمثلجات والعصائر والحلويات، فإننا بذلك نعمل زيادة السعر». وأعرب عن أمله بأن يُقام المهرجان أكثر من مرة في الموسم، ويكون ذلك متزامناً مع الإجازات الرسمية، لجذب أكبر عدد ممكن من الزائرين، وإنعاش جانب السياحة، متمنياً أن يُسهم المهرجان في استقطاب شركات كبرى على مستوى المملكة، التي تعتمد في بعض صناعاتها على المواد الغذائية، مثل التمور، لتنوع وتكاملية الإنتاج، الأمر الذي من شأنه أن يحقق إضافة إلى المهرجان، ويعزز قيمة منتج التمر. إلى ذلك زار 12 رائداً من رواد كشافة الأحساء مهرجان «ويا التمر أحلى 2017» بقيادة الرائد الكشفي عبدالعزيز الخميس، تجولوا خلال الزيارة في أركان المعرض. فيما يستقبل المهرجان طلاب المدارس في الفترة الصباحية من الساعة التاسعة إلى 11:30. وحظي «معرض عبير الأحساء» للفنون التشكيلية بإشادة كبيرة من فنانات الخليج، اللاتي شاركن في المعرض، وتأكيدهن أن المعرض من أنجح المعارض دولياً، وهذا ما أكدته الفنانة التشكيلية الإمارتية فاطمة الدهمش، إذ يجد كل اهتمام من القائمين عليه، وتتوفر كل السبل لإنجاح أعمال الفنان أمام الجمهور، موضحة أنها تعشق الرسم السريالي (آدم وحواء)، وتحرص على وضع اللمسة الإمارتية في رسومها كافة، انتماءً إلى وطنها. فيما ذكرت الفنانة التشكيلية الكويتية نورة العبدالهادي أن مشاركتها تعتبر الأولى في المعرض، ولن تكون الأخيرة، لما تميز به من إمكانات واهتمام وحضور جماهيري لافت مشجع للفن، مؤكدة أن الفن التشكيلي إحساس نابع من الفنان. وقالت الفنانة التشكيلية القطرية حصة كلا: «المعرض أعطى الفنان ثقة كبيرة لما يجده من تشجيع واهتمام كبير يشكر عليه منظموه، ويعد محطة مهمة لتبادل الخبرات بين أهل الفن التشكيلي». وبينت الفنانة التشكيلية البحرينية كادي مطر أنها فخورة كثيراً بمشاركتها في معرض «عبير الأحساء» مؤكدة أنه جسّد لقاء خليجياً فنياً، وأصبح من المحطات المهمة لها، مقدمة الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا المعرض. وأشادت الفنانة التشكيلية العمانية طاهرة فداء بمهرجان «ويا التمر» وبما تميز به معرض «عبير الأحساء» من مشاركات متنوعة أضفت جمالية الألوان على جمالية الحضور من الجمهور المتذوق، معبرة عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة.