بدأت «سناب إنك»، الشركة المالكة لخدمة «سناب شات» على الانترنت، الخطوات الأولى لطرح عام أولي قيمته ثلاثة بلايين دولار، إذ أعلنت خططاً طموحة لكن من دون أن تعطي المستثمرين دوراً في إدارة الشركة أو تعد بأرباح. ويمهد نشر «سناب» وثيقة تسجيل الطرح الأولي، لحملة تسويقية تستهدف إقناع المستثمرين بالتجاوز عن خسائرها المتفاقمة والقبضة المحكمة لمؤسسيها على مقاليد الشركة والتركيز بدلاً من ذلك على النمو السريع لمستخدميها النشطين. ونما عدد المستخدمين اليوميين النشطين ل «سناب» إلى 158 مليوناً في المتوسط نهاية كانون الأول (ديسمبر)، بزيادة 48 في المئة على أساس سنوي. لكن صافي خسائرها زاد إلى 514.6 مليون دولار في 2016 من 372.9 مليون في العام السابق. وما زال أمام سناب وقت لتنقيح حملتها التسويقية قبل الطرح الأولي المزمع في آذار (مارس). وأعلنت في وثيقة تسجيل الطرح الأولي التي نشرت الأسبوع الماضي، أنها ستصبح أول شركة أميركية تدرج في البورصة من دون منح مستثمري سوق الأسهم حق التصويت، اذ سيحتفظ مؤسساها إيفان شبيغل وروبرت ميرفي بالسيطرة على الشركة. وأفاد مصدر طلب عدم نشر اسمه نظراً الى سرية المعلومات، بأن قيمة «سناب» قد تقدر بما بين 20 و25 بليون دولار، ما سيعطي الشركة أعلى تقويم في طرح عام أولي بقطاع التكنولوجيا الأميركي منذ طرح «فايسبوك». يذكر أن الشركة بدأت نشاطها في 2012 بتطبيق يبعث برسائل تختفي تلقائياً، ثم أعادت تعريف نفسها العام الماضي كشركة كاميرات وبدأت بيع نظارات بكاميرا فيديو سعرها 130 دولاراً. وتحقق الشركة معظم إيراداتها من الإعلانات وتسعى الى تحدي هيمنة عمالقة الانترنت مثل «فايسبوك» و «غوغل». وأشارت في وثيقة تسجيل الطرح الى أن منافسيها هم «أبل» و «غوغل» و «تويتر» و «فايسبوك»، ومنصتها للتشارك في الصور «إنستاغرام». في 2016، بلغ راتب شبيغل (26 عاماً)، المؤسس المشارك 503 آلاف و205 دولارات مع مكافأة مليون دولار. وكسب مدير الاستراتيجية فيها عمران خان في «سناب شات»، الذي استعانت به في 2014 من بنك الاستثمار «كريدي سويس»، 241 ألفاً و539 دولاراً مع مكافأة 5.2 مليون دولار. وفي 2015 حصل خان عند التعاقد مع الشركة على منحة توقيع على شكل أسهم في «سناب» ب145.3 مليون دولار. وسيحتفظ شبيغل وميرفي بسيطرة محكمة على أسهم سناب من طريق هيكل أسهم فريد من ثلاث طبقات، يعطي لكل منهما الحق في عشرة أصوات لكل سهم. وسيملك المستثمرون الحاليون صوتاً واحداً لكل سهم من أسهمهم في حين لن يحوز المستثمرون الجدد أي حقوق تصويت. وبلغت مبيعات «سناب» 404.5 مليون دولار في 2016، ارتفاعاً من 58.7 مليون في 2015. لكنها تكبدت خسائر معدلة قبل الفائدة والضرائب والإهلاكات واستهلاك الديون بلغت 459 مليون دولار العام الماضي، مقارنة ب292.9 مليون في 2015. وتأتي أكثر خسائرها من «رسوم الاستضافة» التي تدفعها لشركات الحوسبة السحابية لتخزين بياناتها على البنية التحتية لتلك الشركات. وستدفع الشركة بليوني دولار إلى «غوغل» على مدى السنوات الخمس المقبلة لاستخدام خدماتها في الحوسبة السحابية. ولأن مستخدمي «سناب شات» يعتمدون بكثافة على الصور والتسجيلات المصورة ذات البيانات الضخمة، فإن كلفة الخدمة مرتفعة. لكن نسبة تكاليف الشركة لإيراداتها آخذة بالتراجع. وتعتمد استراتيجيتها على التفاوض من أجل تحسين أسعار الاستضافة في ظل تنامي أعداد مستخدميها. ولبعض الشركات مثل «فايسبوك» منصات الاستضافة الخاصة بها، لكن هذا النموذج قد يكون أعلى كلفة.