على بعد نحو 100 كيلومتر من المدينة التي تتسابق فيها ناطحات السحاب صعوداً، تحتضن منطقة سويحان التابعة لمدينة العين قرب العاصمة الإماراتيةأبوظبي، النسخة ال 11 من مهرجان «سلطان بن زايد التراثي»، لتقدم لقاصديه نبذة عن التراث الثقافي والبدوي لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويقدم المهرجان الذي يرعاه ويرأسه الشيخ سلطان، أحد أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات، موسيقى ورقصات تقليدية، ويشمل أيضاً مسابقات في الشعر والتصوير، إضافة إلى المسابقات، ومنها سباق الابل والسلوقي العربي. يقول الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان إن هذا المهرجان يساعد الشباب الذين أثرت فيهم الحياة الحضرية في المدن على فهم الموروث الثقافي والعادات والتقاليد الإماراتية التي يتحلى فيه سكان الصحراء خصوصاً، موضحاً أن الكثير من الجهد يجب أن يبذل لتنمية هذا الجانب في المدارس والبيوت أيضاً. وتضم مسابقة الجمال الخاصة بالابل سبع فئات بينها «مداني» (الناقة الحامل التي توشك على الولادة)، و«حقايق بكار» (الناقة العذراء التي تبلغ من العمر عامين)، و«عزّف» (الناقة التي أنجبت حديثاً)، وحول (الناقة التي لم تكن حاملاً يوماً)، و«زمول» (الذكور التي تبلغ من العمر خمسة أعوام وما فوق). وينصب تركيز الحكام في مسابقة «مزاينة الابل» التي تعتبر الفاعلية الرئيسة في المهرجان، على أمور محددة في هذه الابل، أهمها شكل الرأس والعنق والسنام، والمظهر العام، وطول الرموش ولمعان الفرو. ويفسر المهرجان أهمية هذه المسابقة بالقول إن الابل تحظى لدى مواطني دولة الإمارات ودول الخليج عموماً بأهمية وعناية خاصة لارتباطها ارتباطاً وثيقاً بموروث الآباء والأجداد. ومن هنا يأتي اهتمام الملاك باقتناء أجمل الإبل من أفضل السلالات الأصيلة لحفظ هذا الموروث العريق. وتهدف «مزاينة الإبل» إلى إبراز المعايير الجمالية للإبل العربية الأصيلة، وتحفيز الملاك على اقتنائها والمحافظة عليها من أي تهجين أو شوائب. وتنص بعض شروط المسابقة على أن تقتصر المشاركة على «الابل المحلية» في دول الخليج، وعلى خلوها من أي نوع من أنواع التهجين، وعلى أن تكون مدربة ومهذبة وسهلة الانقياد. وفاز في فئة «مداني» في المهرجان شاب يحمل الجنسية القطرية، كرمه الشيخ السلطان في المهرجان الذي تم تصويره بطائرة صغيرة يتم التحكم فيها عن بعد. وخلف المساحة المخصصة للابل، اصطفت 80 سيارة حديثة رباعية الدفع تقدم للفائزين في مسابقات المهرجان. ومن بين الجوائز أيضاً، مبالغ مالية تتراوح بين عشرة آلاف و45 ألف درهم إماراتي (2700 إلى 10800 دولار)، وتقدم كذلك إلى أصحاب المراكز العشرة الأولى في كل فئة من كل مسابقة. وفي سباق الهجن، يمتطي الابل شبان، وهو أمر نادر في الإمارات، إذ تقود روبوتات صغيرة يتم التحكم بها عن بعد الابل خلال السباقات التي تعتبر من أهم وأبرز الرياضات التنافسية في البلاد.