اختتم مهرجان سلطان بن زايد آل نهيان التراثي، بعدما استمرت نشاطاته المتميزة 14 يوماً، في تظاهرة تراثية اقتصادية وسياحية احتضنتها منطقة السويحان بالعاصمة أبوظبي، التي تشهد فعاليات مماثلة بين الحين والآخر لا تتوقف عند الجانب الثقافي والتراثي فقط بل السياحي كذلك. هي مناسبة تتكرر سنوياً، برعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ل «حفظ الموروث التراثي وتعريف الأجيال الجديدة بماضي الآباء والأجداد»، وفق إدارة المهرجان. ويقول سلطان بن زايد: «رسالة المهرجان تفعيل تراثنا وموروثنا حتى يبقى أصيلاً ومتواصلاً في الذاكرة الجمعية، بخاصة ذاكرة أبنائنا من الجيل الجديد، ليكون هذا الموروث بمثابة بوصلة تهديهم إلى بر الأمان في مواجهة الصعاب والتحديات واختراقات الغزو الثقافي الخارجي». العديد من المفردات الثقافية يقدمها «سلطان بن زايد التراثي»، بدءاً بالسوق الشعبي والمسرح والكرنفالات، مروراً بتزيين الإبل العربية الأصيلة، انتهاءً بمسابقة المحالب. ولعله من المفيد معرفة أن «مزاينة الإبل» هي الفعالية الرئيسة، وتشمل 32 شوطاً من سن المفرودة إلى سن الحايل، ل «دعم الملاك وتشجيعهم على إنتاج أفضل سلالات الإبل المحلية الأصيلة والابتعاد عن التهجين وخلط الدماء والاعتماد على إنتاج العزب المحلية من المطايا الأصيلة»، وفق المشرفين على الفعالية. أما «مسابقة المحالب» فشهدت امتلاك أفضل أنواع الإبل المنتجة للحليب، وتنقسم إلى خمس فئات هي «المحليات الأصايل، والخواوير، والمجاهيم العرابي، والخواوير الحزامى، والشوط المفتوح». كما يوجد «السلوقي العربي»، الذي يتفرد باهتمام خاص، نظراً لدوره كرفيق وفي وصائد ماهر وهو جزء مهم من مهنة الصيد بالصقور وخير رفيق للصيادين، وفق صقارين. ولا تكتمل الحياة التراثية في الإمارات إلا بمعرفة ماهية الصيد وأدوات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ وطريقة صناعة المراكب وتذوق الحلويات والمشروبات الشعبية وبيوت الشعر والخيام التراثية وواجبات الضيافة من التمر والقهوة العربية وبعض الأكلات الشعبية، والمجالس التراثية في العزب، فضلاً عن أمسيات شعرية يشارك فيها عدد من الشعراء الإماراتيين والخليجيين. ولأن العديد من القطع الديكورية التراثية تعبر عن حقبة زمنية لم تتبدد بعد، يحافظ الإماراتيون بطبيعتهم على هذه القطع، في المهرجانات والفعاليات المشابهة، ويمكن مشاهدتها في الدوائر الحكومية والمنازل وسواها.