لاترى الإعلامية السعودية روزانا اليامي وجوداً للشعر الحقيقي في الوقت الحالي إلا قليلاً، مشيرةً إلى أن القصائد تحولت إلى كلام لا معنى له. وقالت ل«الحياة»: «لا أتمنى أن أكون شاعره لأسباب عدة، لكنني لو كنت شاعره سأكتب عن الحب، والحكمة وكل ما يندرج تحت مظلة الإنسانية، والفرح، والحزن، والابتهاج، الوجداني، وسأرفع مع كل قصيده شعار «لا للتسول»، فنصف من صنفوا شعراء حولوا قصائدهم إلى (معاريض للتسول)»، لافتةً إلى أن الشاعرة من حقها كتابة القصيدة الغزلية، وليست حكراً على الرجال، والغزل كاللوحة التي قد ترسم واقعاً موجوداً، لكنها لا تخلو من المبالغات. وأضافت أن توقف الشاعرة عن قصائد الغزل بعد زواجها يعود إلى هول الصدمة التي واجهتها عندما عرفت الرجل عن قرب، مؤكدةً أنها تقرأ للشاعر الراحل طلال الرشيد، وتستمع لبدر بن عبدالمحسن، وعبدالرحمن بن مساعد، ومحمد جار الله السهلي، وحيدر الجنيد، وفيصل اليامي، وحامد زيد، ومساعد الرشيدي، ومشاري العبدلي، ومسفر الدوسري، ووائل صقر، وفهد بن عميان العجمي، ومحمد الوسمي، والشاعر الغنائي على الغامدي. وتابعت: «حضرت في القاهرة أمسية للأمير عبدالرحمن بن مساعد، وفي الكويت للمتألق حامد زيد، واشتريت عدداً كبير من الدواوين الشعرية، آخرها لمسفر الدوسري «ما تخليني بدونك»، ولا تخلو سيارتي من الأشرطة الشعرية، وسمعت أمس قصيدة قديمة للشاعر الرائع مساعد الرشيدي بعنوان «سيف العشق». وعن وصف الناس للشعراء بأنهم «أكذب الناس»، قالت: «هذا صحيح عندما يقيم الشاعر من وجهة نظر قاصرة محدودة في ركن ضيق كأنه يتهم بالكذب، إما إذا نظر إليه من وجهة نظر إبداعية لا علاقة لها بالجزئيات الحياتية، فإنه لا يمكن أن نطلق عليه الكذب، كون هذه الصفات، التي يطلقها ليست تمثل حقيقة في الشخص الموصوف بقدر ما يمثل إبداع في الصور الشعرية»، لافتةً إلى أن مسابقات الشعر قد تكون مهرجاناً شعرياً أو من مظاهر «التسول»، لكن الاحتمال الثاني يعتبر الأرجح. واعتبرت روزانا اليامي «شاعر المليون» برنامجاً فاشل، مشددةً على أنها لا تستطيع حصر إعجابها بقصيده برسالة sms. وأضافت: «هناك قصيدتان غنائيتان ترددهما دائماً، كلاهما لفيصل اليامي الكبر لله، وعلشانك حبيبي، وأكثر بيت شعري رسخ في ذاكرتي «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا، وآخر قصيدة قرأتها في العام الحالي أبيات للشاعر المبدع فهد المنخس تعال أبادلك طعم الخسارة واطعنك وأنصاب، وأموت بطعنتك وأمسح دموعك وأنت تبكيني».ولفتت إلى أن البيت الشعري الذي تعتقد بأنه يعبّر عنها وعن مشاعرها، وكأنها من كتبه لحيدر الجنيد في ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعد تماثله الشفا من وعكته الصحية «من كثر ما أنت كريم و سيد لكل الكريم، ضيفت حتى المرض خفت يقولوا بخيل». على رغم ارتباطاتهن المستمرة في أعمالهن، إلا أنهن يعتبرن الشعر المتنفس لهن، الذي يحكي معاناتهن، ويجدن فيه راحتهن النفسية، كونه يلامس همومهن اليومية، وحياتهن الخاصة. وتؤكد بنات حواء أن الشعر ليس حكراً على الرجال فقط، أو على المنغمسين في الساحة الشعبية، تجد الواحدة منهن تحتفظ بدواوين شعرية مطبوعة ومسموعة في منازلهن، وترسخ في ذاكرتهن أبيات شعرية، سجلت موقفاً من حياتهن الخاصة.