تعتبر الرسم متنفساً رائعاً، ويكشف عن الكثير من الموهبة، ومن خلاله يعبّر الرسام عن الكثير من المشاعر الرائعة بداخلة. وعندما يضع يده على الورقة البيضاء يبدأ الرسم كما تفعل سارة سامي الرشودي (9 أعوام) تمسك الألوان بين أناملها وترسم بطريقة جميلة مستعينه بخيالها وشغفها بالفن وتشكل بسرعة رسمتها التي تذهل الكثير من حولها، ويكافئها والداها ومعلمتها في المدرسة. وعلى رغم أن رسمتها تتغير كل عام إلا أنها ترى أن هذا تطور ملاحظ ويسهم في تنمية موهبتها في الرسم، تقول سارة: «الرسم فن عجيب، ولا أحد يفهمه بسرعة سوى الذي يرسمون بشغف وحب، وله خيال ومساحة واسعة من التعبير التي تذهل الكثير عندما يرون اللوحة ويصفقون بحماسة. وتعلمت الرسم وكان هوايتي منذ صغري، ومذ تعلم القراءة كنت أرسم خطوطاً وألون بطريقة جميلة، ومع دخولي المدرسة وتطور أفكار الرسم وأقسامه استطعت تغيير الكثير من الرسوم، ورسم لوحات ملفتة». تحب سارة رسم الشخصيات الكرتونية لأن ألوانها وأشكالها الرائعة تجذبها، ولأن الصغار يحبونها استطاعت رسمها حتى شخصية «سبونج بو» على رغم أنها ليست معجبة ببعض الحلقات التي ترى أنها غير مفيدة للطفل وتقدم رسائل غير صحيحة، مثلها مثل بعض البرامج التي لا تفيد الطفل، وتنصح الوالدين بمتابعة تلك البرامج مع أطفالهم ليكتشفوا المفيد وغير المفيد». وقالت: «أشكر قناة جيم، وماجد للأطفال، اللتين تهتمان كثيراً بتوجيه الطفل، ونشر ثقافته». وتضيف: «لا بد من أن تقام حفلة نجاح لجميع الطالبات في المدرسة حتى الطالبات اللاتي لم ينجحن لأن ذلك سيساعدهن على النجاح، ولن يشعرن بالنقص أو الحزن من نجاح زميلاتهن، وهنا نكون حققنا شيئاً مهماً بأن زرعنا الثقة بأنفسهن». ووتابع سارة برامج في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «يوتيوب» التي تساعد في تطوير الرسم وتقدم دورات للرسامات الصغيرات وتجعلهن يرسمن بشكل ملفت قائلة: «أنصح أولياء الأمور الذين لا يهتمون بمواهب أطفال بالالتفات لهم ودعمهم كثيراً حتى لا ينسى الطفل موهبته ويفقد ثقته بنفسه». ولشقيقتها ليان (12 عاماً) آراء مختلفة حول البرامج التلفزيونية المقدمة للطفل على رغم أنها قليلة إلا أنها لا تجذب ولا يحاول منتجوها التفكير في جذب أكبر حصيلة من الأطفال كما يفعل أصحاب القنوات في موقع «يوتيوب». وتتابع برامج الأزياء لأنها تحب التصاميم منذ صغرها وتحب اختيار الألوان وتصاميم ملابسها بنفسها لأن ذلك يجعل للطفل شخصية رائعة. وتقول: «كثيراً ما أستخدم الإنترنت، وعلى رغم الأضرار التي قد تحدث لعيني ولكن سأحاول تغيير ذلك لساعات محددة فقط وأركز كثيراً على تطوير موهبتي في تصميم الأزياء». وتؤكد أن المدرسة شيء مهم بالنسبة لها، فهي المتنفس الكبير لبث الأفكار والإبداع والتعبير عن المواهب بشكل كامل، وعن مشاركة زميلاتها في المشاريع، تقول: «بعض المعلمات يشاركن في التصحيح بعض المواد وهذا يقلل من نتيجة الطالب إذ لا بد من أن تقوم معلمة الصف في مراجعة الدروس مع الطالبات وخصوصاً اللاتي يحتجن إلى دعم، وأنصح المعلمات في المدارس بتقديم النصائح للطالبات ومساعدتهن بدلاً من الصراخ عليهن، وأنصح أولياء الأمور بدعم أطفالهم لأنهم سيصنعون شيئاً كبيراً ورائعاً، إضافة لتعويدهم على الحوار الشيق والناجح بينهم مع الكبار، وأتمنى أن تتوقف الحرب في البلدان حتى لا يتضرر ويموت بسببها الصغار، فدمعتهم غالية ولا بد من أن يهتم العالم أجمع بإسعادهم وإيقاف الحروب عنهم».