تشهد محافظة جدة هذه الأيام حراكاً نسائياً مكثفاً من مختلف الأطياف والتوجهات بغية عقد عدد من المؤتمرات والندوات المباشرة، ودعوة عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين إليها للتعرف على الأسباب والمشكلات التي تعيق عمل المرأة السعودية ومشاركتها في التنمية الوطنيةوأكدت المديرة التنفيذية لمركز خديجة بنت خويلد بسمة عمير ل «الحياة» أن المركز سيضطلع نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري بعقد أول منتدى دولي كبير أطلق عليه عنوان «واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية 1431- 2010م»، وسيدعو إليه عدداً من الوزراء والمسؤولين وأصحاب القرار في السعودية للتباحث معهم، ومناقشتهم حول أسباب ومعوقات عمل ومشاركة المرأة في التنمية الوطنية. وكانت فتوى رفض دخول المرأة السعودية في مجال العمل ك «كاشيرات» في المراكز والمحال التجارية في جدة، التي صدرت أخيراً، دفع بعدد من المنتديات والمراكز النسائية داخل المحافظة إلى طلب الإفساح لهن، لمعرفة الإستراتيجيات التي تنطلق منها أولويات العمل داخل القطاعات والشركات والمؤسسات المختلفة. وأوضحت عمير أن المركز يهدف من خلال عقد هذا المنتدى إلى فهم الإستراتيجيات الخاصة لدى الوزارات السعودية، خصوصاً تلك التي لها علاقة مباشرة بالمرأة، والتي تعيق وبشكل دائم تمكين المرأة من أداء دورها داخل المنظومة الوطنية المتكاملة، لا فتةً إلى أن المنتدى سيناقش أيضاً أسباب الوقوع الدائم في هذه المعوقات. وتابعت: «ننتظر أن نسمع من الوزراء والمسؤولين إجاباتهم حيال مشكلة تعطيل عمل المرأة ومشاركتها، كما أننا سنطرح وبشكل واضح كل المشكلات التي تواجهنا في سبيل مشاركتنا القوية والفاعلة في بناء وطننا وفق الصورة التي نأملها ويأملها الجميع». ولفتت إلى أن المنتدى سيعمل وبقوة على الخروج بآليات معينة وواضحة للتفاهم مع الوزراء والوزارات والقطاعات الحكومية التي تتعلق بعمل المرأة للإسهام في نقل إجراءاتها الحكومية من النظرية إلى التطبيق، مشيرةً إلى أن المرأة يهمها في المقام الأول أن تجد لها مكاناً مناسباً في العملية التنموية من دون إهمال أو تجاهل. من جانبها، أكدت رئيس المنتدى مها فتيحي أن المنتدى يهدف إلى تبادل الآراء والمباحثات بعمق وفاعلية لإزالة معوقات مشاركة المرأة في التنمية الوطنية اقتصادياً واجتماعياً، ومناقشة زيادة مشاركة المرأة في التنمية الوطنية. وألمحت إلى أن المركز سينظم هذا المنتدى احتفالاً بمرور ستة أعوام على تأسيس مركز السيدة خديجة بنت خويلد في غرفة التجارة والصناعة في جدة، وسترعاه رئيس مجلس إدارته الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، تحت عنوان «واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية 1431- 2010م» و ذلك من 29-30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010. وألمحت إلى أن رؤية المنتدى هي طرح نموذج وطني عربي مسلم للمرأة الواعية والملتزمة في أداء دورها محلياً وعالمياً، مشيرةً إلى أن جلسات المنتدى ستتضمن قصص نجاح عالمية للمرأة القيادية، والتعرف على أدوار الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية في رسم صورة لدور المرأة في المجتمع، والتعرف على كيفية وضع آليات للإجراءات الحكومية تنقلها من النظرية إلى التطبيق. «وسيكون من ضمن المشاركين في المنتدى عدد من الوزراء السعوديين إضافة إلى شخصيات بارزة اقتصادياً واجتماعياً».