رحب وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الأمير متعب بن عبد الله، بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وضيوف المهرجان «في رحاب الثقافة والتراث في الجنادرية، ذاكرة الماضي ونبض الحاضر، واستشراف المستقبل وتواصل الأجيال والثقافات، لتكون الجنادرية منهلاً ثرياً يعكس التطور الشامل الذي يعيشه وطننا المعطاء، بسواعد أبنائه، وفكر مثقفيه وتراث أسلافه، وعزيمة وحكمة قادته». وقال الأمير متعب في حفلة الافتتاح مساء أمس: «في يوم من أيام الوطن، يوم الجنادرية، حيث التراث والثقافة، وإبداع أبناء الوطن في شتى فنون الفكر والمعرفة، يوم من أيام الآباء والأجداد نستذكر تضحياتهم وبطولاتهم، كما سجّلتها الأيام والليالي، نستعيد مسيرتهم حين حملوا راية النصر والعزة، في طريق الوحدة والتوحيد، مع قائدهم المؤسس، الملك عبدالعزيز صابروا وصبروا، وجاهدوا وعملوا، من أجل تثبيت أركان الوطن، للعيش تحت رايته، وارفة الظلال، قوية الأركان، كياناً أصبح محطّ أنظار العالم قوة ومهابة، وتأثيراً». ومضى قائلاً: «يحق لنا اليوم أن نفخر بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة وما تحقق له من أهداف كبيرة ومشهودة عبر ما يربو على الثلاثة عقود، وما يرمز إليه من اللحمة الوطنية وتوحيد الصف وجمع الكلمة، حيث يضم كل مناطق المملكة، وكل أطيافها، ليطلع الأجيال على ماضيهم المجيد، وتاريخ وطنهم وتراثه وثقافته». وذكر: «إنه لشرف عظيم لكل منسوبي الحرس الوطني الذين تغمرهم سعادة بالغة، بوجود مليكهم وقائدهم الأعلى بينهم ، وقد كنتم منذ الانطلاقة الأولى عام 1405ه مع أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الداعمين لفعالياته، باعتباره مشروعاً وطنياً حضارياً يسهم في ربط الإنسان بأرضه وموروثه، ويمثل نوافذ مضيئة وإيجابية للعالم يتعرف من خلالها على ثقافة المملكة وموروثاتها المتنوعة الثرية، وهكذا سار المهرجان في تطور وتوسع ليصبح صعيداً ثقافياً وتراثياً يتشكل في كل عام، ومساحة رحبة لمئات الآلاف من المواطنين والمقيمين للتجول في جنبات تاريخ الوطن وثقافته وموروثه على مدى أسبوعين كاملين، كما يستقبل في كل عام مئات الأدباء والمفكرين الذين يطرحون مع الأدباء والمفكرين السعوديين، كل ما يثري الساحة الثقافية والأدبية عبر فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان». وقال الأمير متعب: «في كل عام يحتفي مهرجان الجنادرية بدولة شقيقة أو صديقة، لتكون ضيف الشرف للمهرجان، وفي هذا العام نحن على موعد مع جمهورية مصر العربية أرض الكنانة، بلد الحضارة والآداب والفنون والمعرفة، في امتداد للعلاقة التاريخية المتينة بين البلدين الشقيقين منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز التي ما تزال في تطور ونماء في مختلف المجالات حتى عهدنا الحاضر، متطلعين أن تمثل هذه المشاركة، إضافة نرى من خلالها صورة متكاملة تعكس التنوع الثقافي والتراثي المصري الأصيل على أرض الجنادرية». وفي كلمته رحب الأمير متعب بضيوف المهرجان لهذا العام من العلماء والمفكرين والأدباء ورجال الإعلام الذين قدموا من أنحاء العالم كافة في بلد الحرمين الشريفين، مقدماً التهنئة للشخصيات الثقافية الرائدة التي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتكريمهم ومنحهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، نظير ما قدموه من جهد وريادة في مجالات المعرفة والإبداع. في حين أعرب وزير الثقافة المصري الدكتور حلمي النمنم، في كلمة الدولة الضيف في مهرجان الجنادرية لهذا العام، عن سعادته بمشاركة مصر «ضيف شرف» في المهرجان بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وقال النمنم: «إن تواصل دورات المهرجان نحو ثلث قرن، يعكس طبيعة العمل المؤسسي للمهرجان، فالأساس في العمل الثقافي والتراثي هو الاستمرار والتواصل، بغض النظر عن تعاقب الأجيال وتغير أشخاص من القائمين على المهرجان، وبهذا المعنى نحن أمام مهرجان يترسخ ويتطور عاماً بعد عام، يحتفي بالجوانب الثقافية والإبداعية والتراثية بالمملكة، ودول الخليج العربي، وبثقافتنا العربية، فضلاً عن احتفائه بالثقافة». وأبدى سعادته وبلاده بالدعوة الكريمة التي تلقتها الثقافة المصرية من خادم الحرمين الشريفين ضيف شرف لهذه الدورة، مؤكداً أن ذلك يعكس عمق ورسوخ العلاقات بين البلدين، وتجذرها وعمقها في التاريخ. وأضاف: «لما تأسست المملكة العربية السعودية، ظلت العلاقات محكومة بروابط الأخوة بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، والملك فؤاد الأول ملك مصر - رحمهما الله - تواصلت من يومها العلاقات بين الدولتين لتشكل رمانة الميزان في عالمنا العربي المضطرب بالكثير من الصراعات والأزمات، ويعول الكثيرون في منطقتنا على عمق هذه العلاقة لتخرج بعالمنا العربية إلى بر الأمان في ظل وجود القيادتين الحكيمتين للبلدين الشقيقين». بعد ذلك، ألقى الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون قصيدة بالفصحى، كما ألقى الشاعر عبدالمجيد الذيابي قصيدة نبطية. إثر ذلك كرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الشخصيات السعودية لهذا العام: الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والتشكيلة صفية بن زقر، بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.