نقلت صحيفة «لابريس» الكندية عن مصدر مقرب من التحقيقات في مجزرة قتل اليميني المتطرف ألكسندر بيسونت ستة أشخاص بالرصاص أثناء أدائهم صلاة العشاء في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك ليل الأحد الماضي، قوله إن «بيسونت لم يخفِ عداءه للمسلمين أثناء استجوابه، وأعلن أنه مهتم بالأسلحة وتدرب على الرماية في نادٍ محلي». وأفاد سكان بأن المتهم، وهو طالب جامعي كندي - فرنسي يبلغ 27 من العمر، استأجر شقة قرب المسجد في إطار تحضيره للهجوم الذي تقول الشرطة إنه وضع مخططه بمفرده. وفيما لاقى المسجد والجالية المسلمة في كندا التي تضم مليون شخص فيضاً من الدعم، طالبت كيت بيرتشيس، الناطقة باسم رئيس الوزراء جاستن ترودو، قناة «فوكس نيوز» الأميركية بسحب أو تحديث تغريدة على موقع «تويتر» ذكرت بأن منفذ هجوم كيبيك من أصل مغربي. وقالت: «أهانت هذه التغريدة الضحايا لأنها تضمنت معلومات مضللة وركزت على سياسات الهوية، وإطالة أمد الخوف والانقسام بين مجتمعاتنا». وتحولت الأنظار بعد الهجوم إلى دور المحطات الإذاعية التي تستخدم خطاباً شعبوياً في إذكاء مشاعر الاستياء من المسلمين. ولفت أفراد من الجالية الإسلامية في كيبيك إلى أن «الآراء المطروحة في الإذاعات المعروفة على المستوى الشعبي باسم راديو دلاء القمامة قد تشجع الآراء المتطرفة في إقليم شهد زيادة مطردة في الجماعات اليمينية منذ الجدل الحاد الذي دار عام 2007 حول «التكيف المعقول» مع المهاجرين، في إشارة إلى المدى الذي يجب أن يذهب إليه الإقليم في الترحيب بالمهاجرين. والعام الماضي، كشفت سلطات الإقليم عن مشروع قانون لمنع تغطية وجه النساء في القطاع العام، في خطوة واجهت انتقادات «لأنها تهمش المرأة المسلمة وقد تلهب المشاعر المعادية للمهاجرين». وكان سيلفان بوشار، المذيع في محطة «أف أم 93» الإذاعية المحلية بكيبيك، تمسك بإبلاغ المستمعين بأن «رجلين ملثمين يهتفان الله أكبر نفذا الهجوم» فور حصوله، ثم غيّر لهجته في اليوم التالي، وقال على الهواء محذراً من رسائل التواصل الاجتماعي التي لم يتحقق أحد من فحواها: «نعم ارتكبت خطأ». كما أجرى لقاءات مع مسلمين في كيبيك طالبوا بتقبلهم في المجتمع، ومع ماتيو فيزيه أحد أبناء الإقليم الذي تحول من أحد دعاة النازية الجديدة إلى خصم لليمين المتطرف. وكتب ميشال أويميه في صحيفة «لا برس» أن «إذاعات دلاء القمامة التي تستطيع أن تقول فيها أي شيء ويتقيأ فيها المذيعون على المسلمين واليهود معتمدين شعار من ليس منا هو منهم، تغذي المناخ غير الصحي في الإقليم. لكن فيليب كويار، رئيس وزراء كيبيك، رفض الرد مباشرة على سؤال عن مسؤولية المحطات الإذاعية، لكنه استدرك أن «الكلام المكتوب والمنطوق مهم، ويحتاج الناس إلى التفكير بروية في هذا الأمر». وتنشط في كيبيك جماعات يمينية متطرفة تتوسع نشاطاتها باضطراد من الحوارات عبر الإنترنت إلى تنظيم الاحتجاجات. وتملك جماعة «جنود أوين» المناهضة للمهاجرين التي تأسست في فنلندا عام 2015 وجوداً ظاهراً إذ يجوب أعضاؤها الشوارع بانتظام منذ مطلع 2016. وقال الشاذلي بلخوجة، أستاذ الشؤون العامة في جامعة كونكورديا بمونتريال: «ثمة ثقافة سرية من الجماعات اليمينية الصغيرة في كيبيك، والتي تشعر بأن قيمها مهددة بالمهاجرين وبقبول النخبة السياسية المزيد منهم». واقرّ كويار بأن مجتمع كيبيك «ليس مثالياً العنصرية، ويحتضن الخوف من الأجانب والإقصاء، لذا يجب أن نعمل معاً لتسليط الضوء على المسار الذي نريده لمجتمعنا». أما فرانسوا بليه، الوزير في حكومة كيبيك فقال: «العلاقات بين السكان المحليين والمهاجرين المسلمين يمكن أن تكون أفضل، وأعتقد بأن أهل كيبيك الأصليين في المنطقة لا يعرفون حتى الآن ما يكفي عن هذه الجالية، وسنركز على تنظيم نشاطات لتعزيز التقارب». في الولاياتالمتحدة، أغلقت مراكز يهودية لفترة وجيزة بعد تلقي تهديدات بتعرضها لهجمات بقنابل، في ثالث موجة من التهديد بشن هجمات ضد هذه المراكز خلال شهر. وأفادت تقارير لوسائل إعلام محلية بأن «المراكز اليهودية في كاليفورنيا وكولورادو وكونيتيكت ونيوجيرزي ونيومكسيكو ويوتا وويسكونسن تلقت تهديدات أيضاً. وكان 16 مركزاً يهودياً في 9 ولايات تلقت تهديدات عبر الهاتف في 9 كانون الثاني (يناير) الماضي، ثم استهدفت موجة ثانية من التهديدات 27 مركزاً في 17 ولاية في 18 من الشهر ذاته. وقال مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بعد الموجة الثانية من التهديدات إنه يحقق مع وزارة العدل في انتهاكات محتملة للحقوق المدنية في ما يتعلق بهذه التهديدات. وفي لوس أنجليس، أردت الشرطة رجلاً طعن بسكين ثلاثة أشخاص في شارع صنست بوليفارد المزدحم. وقالت إن «اثنين من الضحايا في حال حرجة، أما إصابة الثالث فلا تهدد حياته. ونعتقد بأن الجاني لا يعرف الضحايا، ولم يملك دافعاً واضحاً للهجوم».