مع بدء التسجيل في برنامج حساب المواطن، أثارت تعليمات وشروط التسجيل وطريقته نقاشاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف المحلية، إذ شدّد «حساب المواطن» على ضرورة الإفصاح عن راتب الزوجة، عند التسجيل في البرنامج، جاء ذلك رداً على استفسارات المواطنين عبر حساب البرنامج على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وأثار تسجيل راتب الزوجة امتعاض بعض المعلقين على الخطوة باعتبارها «تحميلاً للزوجة بالنفقة والنفقة شرعاً تجب على الرجل لا على المرأة»، مطالبين بإعادة النظر في الموضوع، مشيرين إلى أن راتبها خاص بها، وليست مسؤولة عن الصرف والنفقة. ويسعى «حساب المواطن» عبر احتساب راتب الزوجة الموظفة، إلى الرصد الفعلي لحجم الدخل الشهري للأسرة، سواءً راتب الزوجة أو رواتب الأبناء أو مصادر دخل تجارية للأسرة. وأثار قرار البرنامج مخاوف بعض الاجتماعيين من إمكان الإضرار بالزوجات أو الأسرة عموماً على إثر هذا القرار، ما يتسبب في حلقة من المشكلات الأسرية ولا سيما المتعففين عن رواتب زوجاتهم، فيضطر بعضهم لمطالبة زوجته بتعويضه عن الدعم الذي فقده بسبب تضمين راتبها في التحصيل الشهري للأسرة. وقال المدير العام لجمعية وئام الأسرية الدكتور محمد العبدالقادر ل«الحياة»، إن رؤية المملكة 2030 اشتملت على أهداف خاصة بالأسرة، وخصصت جانب البناء المالي والاقتصادي والوعي بقيمة المال لأهميته، ويتوقع أن تدفع هذه التدابير إلى زرع ثقافة جديدة لدى المواطن السعودي في ظل الظروف الاقتصادية الطارئة، ومنها ترشيد الإنفاق والتعاون على مواءمة المصروفات الأسرية والشخصية وعدم تبديدها كما كان يحدث أيام الوفرة والرخاء، وهو الأمر الذي سينعكس على طبيعة العلاقات المجتمعية والأسرية وتأسيس شراكة حياتية تنطلق من الجانب الاقتصادي إلى ما سواه من جوانب الحياة المتعددة. وأضاف: «من هنا تتخذ المملكة من خلال الوزارات المختلفة تدابير من شأنها ضبط المال إنفاقاً واستثماراً، ومن ذلك دور وزارة العمل والقطاع الثالث في بث الوعي وتقديم البرامج التأهيلية لمختلف شرائح المجتمع، وترشيد الاستهلاك في مصادر الطاقة والمصادر الطبيعية من خلال فرض رسوم يفترض أن ترفع وعي الفقير وتأخذ من الغني، وكذلك ربط المواطن ذي الحاجة بحساب يضمن تخفيف الضرر عليه بسبب السياسات الهادفة للترشيد وحفظ الموارد». وينطلق التسجيل في برنامج حساب المواطن اليوم الأول من شباط (فبراير)، ويتوقع أن يستفيد منه شرائح عدة من المواطنين، بينما سيقوم بالكشف قبلها عن طريقة احتساب راتب الزوجة. من جهته، قال المستشار المالي عاصم الرحيلي ل«الحياة»: «في السابق كانت الإجراءات والسياسات المالية والاقتصادية في الغالب لا تصنف المواطنين حسب دخولهم، على سبيل المثال دعم الوقود كان يستفيد منه الجميع بغض النظر عن دخولهم، مع أنه لو قمنا بمقارنة نسبة ما يصرفه أصحاب الدخل العالي من دخولهم على الحاجات الأساسية نجده أقل بكثير من تلك عند أصحاب الدخل الضعيف». وأضاف: «أي إجراءات تقشفية حدثت أو ستحدث خلال الفترة المقبلة من شأنها التأثير بشكل أكبر على أصحاب الدخل الضعيف، وحساب المواطن سيخفف من وطأة هذا التأثير من خلال تقديم الدعم المباشر للأفراد والأسر المحتاجة بناءً على دخلها، وهذه الطريقة اقتصادياً مفيدة وتزيد من فعالية وكفاءة سلسلة القرارات الاقتصادية المقبلة». وتابع: «أتصور أن تزيد أهمية ثقافة الإدارة المالية والشخصية خلال الفترة المقبلة، والتركيز على ترشيد الاستهلاك، وزيادة أهمية الادخار لدى المواطنين، وهذه الخطوات مفيدة لاقتصادنا في الفترة المقبلة، وأنا متفائل بهذه الخطوة».