أبدت مؤسسات طوافة عدة تخوفها من البدء في تجهيز مخيمات الحجاج إثر تسلمها من وزارتي الحج والمال، بعد أن حملت تقارير صادرة عن مصلحة الأرصاد وحماية البيئة توقعات لهطول أمطار غزيرة من بداية شهر ذي الحجة حتى اليوم السادس منه وهو اليوم المقرر أن تنهي فيه تجهيزات المخيمات كافة قبل أن تحصل على الضوء الأخضر من لجان المراقبة والمتابعة في وزارة الحج، منادين بتأجيل موعد تجهيز المخيمات حتى اللحظات الأخيرة لبداية المناسك. وأعرب مطوفون عن قلقهم في أن يؤدي سقوط الأمطار في الفترة التي تسبق يوم التروية إلى إفساد مستلزمات المخيمات والتجهيزات داخلها وبالتالي تأخر تقارير المراقبة والمتابعة عن جاهزية مخيماتهم، مطالبين بالحصول على تسهيلات من لجان المراقبة فيما يتعلق بتجهيزات المخيمات، خصوصاً أنهم شربوا من هذا الكأس العام الماضي عندما فاجأتهم الأمطار التي حولت أرضية المخيمات المغطاة بالسجاد الأحمر إلى مستنقعات مائية تطفو فوقها علب المشروبات الغازية قبل ليلة واحدة من الوقوف بعرفات، فضلاً عن التلفيات التي أحدثتها في تشييد الخيام نفسها بسبب الرياح. وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا واستراليا المشرف على الخطة الوقائية الدكتور نبيل بن جميل عابد أنه تم الاتفاق مع الدفاع المدني في العاصمة المقدسة ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة في اجتماع تنسيقي على تعديل مسار الخطة الوقائية هذا العام لتتواكب مع التوقعات المناخية لموسم حج هذا العام، إذ تم تأجيل تشييد الخيام ورفعها وتأجيل وضع التجهيزات الخاصة بها (من فرش وترامس مياه وسجاجيد وطرحات وعمال نظافة وجميع التجهيزات الأخرى) حتى يتم التأكد من سلامة المواقع التابعة للمؤسسة في المشاعر المقدسة إلى أقصى وقت ممكن لاستقبال الحجاج، مبيناً أن هناك جدولاً زمنياً خاصاً بالتجهيزات الأساسية والإضافية، فيما ستكون هناك تدابير أخرى في حال هطول أمطار بعد التجهيزات من خلال التنسيق المباشر وتوحيد القيادة أثناء هطول الأمطار وحدوث السيول إذ يتولى المشرف على الخطة الوقائية في المؤسسة إدارة الحدث في حال الكوارث فيتم من طريقه إبلاغ رؤساء مكاتب مجموعات الخدمات الميدانية وجميع أعضاء المكاتب الميدانية من خلال شبكة الاتصالات اللاسلكية. و أكد عابد أن مؤسسته وضعت خطة متكاملة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول في مواقع سكن الحجاج في المشاعر المقدسة ترتكز على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة بالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني في مكةالمكرمة لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام. وأبان أن بعض مجموعات الخدمة الميدانية قادرة على استبدال التلفيات، بيد أن معظم المجموعات الأخرى لن تتمكن من ذلك بسبب الظروف المادية، مشيراً إلى أن طبيعة التضاريس في صعيد عرفات تساعد على حماية الحجاج وتقلل من السيول التي تصل إلى مخيمات الحجاج، إلا أن منطقة منى تعتبر وادياً وسيول الأمطار تكون فيه أعنف من عرفات وذلك ما يثير المخاوف، خصوصاً أن مكةالمكرمة شهدت أول من أمس (الثلثاء) هطول أمطار غزيرة توافقت مع توقعات مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، مشيراً إلى أن أمطار العام الماضي تسببت في الكثير من التلفيات، ودفعت بعض الحجاج إلى إحلال إحراماتهم. من جانبها، أعربت وزارة الحج عن تفهمها لمخاوف المطوفين ومؤسسات الطوافة بشأن مشقة التجهيزات التي ربما تذهب هباء خصوصاً إذا وصلت السيول إلى المخيمات وأتلفتها قبل أيام من بدء النسك، مشيرة إلى أن فرق لجان المتابعة والمراقبة متفهمين لهذا الأمر بعد تجربة أمطار العام الماضي التي لم تمهل المطوفين فرصة استبدال الفرش نظراً إلى تشرب أرض مشعر منى الترابية بمياه الأمطار على رغم ما بذلوه من وضع عوازل بلاستيكية و»نايلون» لم تمنع وصول المياه إلى مقار الحجاج. وأفاد وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون العمرة المكلف بمهمات فرع الوزارة في مكةالمكرمة عادل بن عبيد بالخير بأنه يكفي لجان المراقبة أن تكون مستلزمات التجهيزات في موقع قريب من المخيمات يسمح بسرعة عملية إكمال تجهيزها وإتمام فرشها فور التأكد من وقف هطول الأمطار وسلامة المواقع، لافتاً إلى أن نصف جاهزية المخيمات في هذه الحال الاستثنائية سيكون هو القدر المعقول التي تعول عليه لجان المراقبة والمتابعة في تقريرها على أن تستكمل المخيمات كامل جاهزيتها عقب زوال الأسباب الاستثنائية. يذكر أن منطقة المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة شهدت العام الماضي استمرار هطول الأمطار على مدى أربعة أيام متتالية بداية من اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ما دفع عدداً من البعثات الرسمية إلى إخلاء المخيمات في منى تحسباً لزيادة منسوب الأمطار على المشاعر، إذ نفذت البعثة الرسمية لحجاج الإمارات خطة الطوارئ بمساعدة الدفاع المدني ونقلت حجاج البعثة لمساكن داخل مكةالمكرمة، كما تسببت في إتلاف مخيمات الحجاج البحرينيين في صعيد عرفات قبل وصولهم إلى هناك، في الوقت الذي أصدر فيه عدد من رؤساء البعثاث توجيهاتهم إلى حجاجهم بالتوجه مباشرة إلى صعيد عرفات من دون المرور على مشعر منى في ما يعرف بيوم التروية نظراً إلى الظروف الجوية التي شهدتها مكةالمكرمة وضواحيها.