يعاني غالبية الاشخاص من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، التي تسبب إزعاجاً للمسافرين لمسافات طويلة. وذكر موقع صحيفة «غارديان» أن دراسة حكومية أميركية أوضحت العام الماضي أن 3.1 مليون أميركي يتناولون مكملات «الميلاتونين» للتخفيف من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة ولحل مشكلات النوم الأخرى. ولفت الباحثون إلى ان وجهات المسافرين البعيدة والتي تحتاج الى وقت طويل، ثؤثر على الساعة البيولوجية للجسم وتسبب الارق والخمول. وأوضحت الدراسة أن استخدام الميلاتونين هو الأقل شيوعاً في المملكة المتحدة، حيث أنه مرخص بشكل بسيط لكبار السن أو ممن تتراوح أعمارهم بين 55 سنة وأكثر لعلاج اضطرابات النوم، ولا يمكن شراؤه من دون وصفة طبية. وتوصف أحياناً مكملات اخرى تحتوي على نفس مادة الميلاتونين لكن بمسميات أخرى، للأطفال ممن يعانون مشكلات في النوم والتي ترتبط باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD والتوحد. والميلاتونين هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في أعماق الدماغ، يتم تشغيل انتاجها بمقدار الظلام والكبت من الضوء. وقال استاذ علم الاعصاب في جامعة اكسفورد راسل فوستر:"الميلاتونين ليس هرموناً للنوم. هو علامة بيولوجية للظلام. ففي البشر وبعض الحيوانات النهارية، يتم اطلاق الميلاتونين في الدم لمساعدة الجسم على الاسترخاء والنوم". ولا يوجد إجماع علمي على وجه التحديد عن الطريقة التي يستجيب فيها الجسم للميلاتونين للنوم بسرعة أكبر، ولكن يعتقد بعض الباحثين أنه يؤثر من طريق توسيع الأوعية الدموية القريبة من الجلد، ما يخفض بدوره درجة حرارة الجسم. وأوضح استاذ علم الاعصاب من جامعة سري ديبرا سكين ان "الميلاتونين له تأثير منوم عابر يجعل الناس يذهبون إلى النوم فترة قصيرة، ويحفزهم للشعور بالنعاس".